ثمة سؤال حملته تفجيرات كنيسة القديسين في الأسكندرية التي راح ضحيتها أناس أبرياء، هم أولاً وقبل أي شيء مصريون.. لماذا استهداف مصر من قِبل قوى الغدر والشر والخيانة؟ الجواب عند نابليون بونابرت، فهو مَن قال لدى قيادته الحملة الفرنسية على مصر عام 1798م، إن مَن يسيطر على مصر يسيطر على الشرق، ومَن يسيطر على الشرق يحكم العالم، ثم إن مصر هي خزانة التاريخ الإنساني، وهي أول مَن أعطت للوحدة معناها منذ فجر التاريخ، وبنت صروحًا للمجد لا يمحوها الزمان، وهي مَن قهرت المغول، والصليبيين، ومَن حطّمت بإرادة أبنائها خط بارليف، وحققت نصرًا مجيدًا يوم العبور؛ حتى ترسّخت الحقيقة أنه لا حرب بغير مصر، ولا سلام بغير سوريا. مصر مستهدفة أيضًا؛ لأنها الأرض التي مر على ترابها أنبياء الله: إبراهيم، ويوسف، ويعقوب، وموسى، والمسيح عليهم السلام، والتي قال فيها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: «استوصوا بأهل مصر خيرًا فإن لهم نسبًا وصهرًا». وإذا كان بعض المراقبين يرى أن تلك الجريمة تحمل بصمات القاعدة، فيما يرى البعض الآخر أنها تحمل بصمات الموساد، لا سيما بعد الضربات القوية التي نجحت المخابرات المصرية في توجيهها لإسرائيل، وأحدثها ضبط شبكة التجسس الأخيرة التي كشفت بدورها عن شبكات تجسس إسرائيلية أخرى في سوريا ولبنان، فإن ما ذكره الرئيس المصري حسني مبارك في أعقاب تلك الجريمة التي هزّت مشاعر الشعب المصري، والأمة العربية والإسلامية بأسرها بأن تلك الجريمة بما خلفته من ضحايا أبرياء تحمل في طياتها دلائل تورّط أصابع خارجية، تريد جعل مصر ساحة لشرور الإرهاب في منطقتنا وخارجها، هذا القول يثبت فرضية تورّط قوى خارجية في ارتكاب تلك الجريمة البشعة الدخيلة على المجتمع المصري، التي أراد منها أعداء مصر والأمة العربية جمعاء ضرب أمنها القومي، وزعزعة استقرارها، وهز وحدتها الوطنية. وسواء أكانت الأصابع التي كانت وراء تلك التفجيرات الإرهابية الآثمة أصابع القاعدة، أو أصابع الموساد، أو أي أصابع خارجية أخرى، فإنه لابد من قطع دابرها، والاقتصاص من مرتكبيها؛ ليكونوا عِبرة لغيرهم ممّن يحاولون المساس بالأمن والاستقرار في أرض الكنانة. والرئيس المصري قد تعهّد في خطابه بقطع رأس الأفعى.