أظهر استطلاع أعده مركز “ايفوب” ونُشرت نتائجه في الصحافة الفرنسية يوم الجمعة في 17/12/2010 أن نحو 35 في المائة من الفرنسيين يتمنون عودة العمل بالفرنك الفرنسي والتخلي عن العملة الأوروبية الموحدة (اليورو). والأسباب التي دفعت بثلث الفرنسيين إلى المطالبة بعودة العمل بعملتهم الوطنية متعددة أهمها: • الأزمة المالية العالمية التي حصلت في الولاياتالمتحدةالأمريكية قبل سنتين والتي انعكست سلبًا على الاقتصاد الأوروبي إذ لم يستطع اليورو مواجهتها أو الحلول كعملة دولية مكان الدولار. • الأزمة المالية التي أصابت اليونان والتي أجبرت دول منطقة اليورو على التدخل وإقراض أثينا مئات مليارات الدولارات. • الأزمة المالية التي أصابت لاحقًا اسبانيا والبرتغال وأيرلندا وبخاصة أن هذه الأخيرة ما كان لها أن تستعيد قدرتها على الصمود لولا الدعم الذي تلقته من دول منطقة اليورو. يضاف إلى ذلك عوامل أخرى أبرزها أن مستويات الرواتب بقيت على حالها في دول منطقة اليورو رغم أن التحول نحو اليورو منذ نحو ثماني سنوات قد أدى إلى ارتفاع مذهل في أسعار السلع الاستهلاكية كما في أسعار العقارات. وبناء على ما تقدم بدا صوت الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خافتًا وغير مسموع عندما طالب الولاياتالمتحدةالأمريكية بالدخول في مفاوضات جدية من أجل اعتماد سياسة مالية عالمية جديدة. كما سيكون الرئيس ساركوزي في موقف الضعيف أثناء لقاء القمة الذي سيجمعه مع نظيره الأمريكي باراك أوباما في 9/1/2011 لأن الواقع الهزيل في حركة الاقتصاد العالمي سيكون كفيلًا بعدم إقناع الرئيس الأمريكي بالموافقة على اعتماد سلة عملات دولية بدلًا من الدولار كعملة وحيدة. ولعل الشيء الوحيد الذي يراهن عليه ساركوزي هو الدعم الذي يتلقاه من الصين حيث إن محافظ البنك المركزي الصيني أشار في عام 2009 إلى أنه يريد تحويل عملة الاحتياط النقدي من الدولار إلى سلة عملات تسمى “حقوق السحب الخاصة” بإشراف صندوق النقد الدولي. وتدعم ألمانيا هذا التوجه الفرنسي حيث ستقوم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بزيارة إلى بكين فيما يكون ساركوزي مجتمعًا مع أوباما في واشنطن. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تقدر الدول الأوروبية التي تعتمد اليورو على محاربة الدولار بالسيف الصيني؟! ولو تخلت الصين عن اعتماد اليورو في سلة احتياطها بالعملات الأجنبية، فماذا سيكون مصير اليورو؟!