حسم المجمع الفقهى الإسلامي أمس الجدل القائم فى مسألتين فقط من المسائل الخلافية والشائكة التى ناقشها المجمع خلال اجتماعات دورته العشرين وأكتفى بإصدار بيانين بعد مرور يومين من اختتام أعماله بمكة المكرمة وكان موضوع البيان الأول حول تمثيل شخص النبي محمد وجميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصحابة الكرام والثاني حول ميراث المرأة في الشريعة الإسلامية ، وسكت عن الباقى دون إبداء الأسباب على اعتبار أن إصدار بيان حول بعض القضايا التى نوقشت يضعف من مكانة المجمع ووصف البعض بأن إصدار بيان فى بعض القضايا مثل إثبات ولد الزنا بالاستلحاق يفتح باب شر على الأمة ويهدم ثوابت الإسلام. وجاء فى البيان الأول عن المجمع الفقهي الإسلامي أنه لا مبرر لمن يدّعي أن في تلك المسلسلات التمثيلية والأفلام السينمائية التعرّف عليهم وعلى سيرتهم؛ لأن كتاب الله قد كفى وشفى في ذلك. وأن وسائل الإعلام مدعوة إلى الإسهام في نشر سير الأنبياء والرسل عليهم السلام والصحابة الكرام رضي الله عنهم دون تمثيل شخصياتهم، وهي مدعوة إلى امتثال التوجيهات الإلهية والنبوية في القيام بالمسؤوليات المتضمنة توعية الجماهير ؛ لكي تتمسك بدينها وتحترم سلفها. وحول ميراث المرأة في الشريعة الإسلامية ،وبعد مناقشة لما أثير في بعض البلاد الإسلامية من توجّه لإصدار أنظمة في ميراث المرأة أكد البيان بأنها تتعارض مع ما قررته الشريعة الإسلامية. وأن كل من يدعو إلى الحكم بغير شرع الله، أو معارضة ما شرع الله في الميراث وغيره، أو يسعى إلى ذلك من أفراد أو جماعات أو حكومات أن يرجع عن قوله أو فعله هذا ويتوب إلى الله، وأن يعلم أن التقدم والرقي إنما هو في اتباع شرع الله وتحكيمه في كل كبيرة وصغيرة، وأن على المسلمين ألا يصغوا إلى الدعاوى الباطلة والأهواء المضلة، ويجب عليهم التسليم الكامل لحكم الله، كما قال تعالى :(فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) النساء: 65 وأن المجمع ليدعو حكام المسلمين وعلماءهم وكل من استرعاه الله شيئاً من أمورهم أن يكون الشرع المطهر هو المطبّق والمرجع للأنظمة التي يصدرونها، امتثالاً لقوله تعالى:( ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) الجاثية: 18 نسأل الله أن يوفق المسلمين لما يحب ويرضى، وأن يجنبهم مضلّات الفتن وأسباب الزيغ والمحن، وأن يوفقهم للعمل بشريعته واتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.