من لا يعرف الفنانة العربية الجزائرية الأصل وردة الجزائرية التي ملأت الساحة العربية طربًا وشدوًا على مدى سنوات طوال. من في العالم العربي لا يعرف أغنياتها وما عندكش فكرة.. ووو.. كانت هذه الأسطورة في زمنها.. لا تغني إلا بفرقتها الخاصة الموسيقية التي كان يقودها المايسترو الراحل أحمد فؤاد حسن.. التي تتنقل بها في كل مكان تحط الرحال فيه. تلاشت وردة الجزائرية بعد سنوات من العطاء.. بفعل السن والظروف الصحية.. وقبل ذلك الاختفاء المؤقت لإعادة الحسابات كما يقول أهل الفن والعودة بشكل أجمل وأفضل وقبل ذلك أيضًا الغرور الذي أصابها.. الذي تراجعت عنه بعد هذا الانزواء القصري. لكن إعادة الحسابات لم تكن دقيقة ولم تتمكن من العودة من جديد.. بعدما هجرها.. الشعراء والملحنون وقررت الاختباء من جديد.. لكن هذه المرة لأسرتها وظروفها الصحية.. وأخرى عملية.. وحاولت مرة أخرى أيضًا بعد أن تحسنت هذه الظروف.. لكن لم يعد هناك من يقدم لها أي عون سوى المجاملات احترامًا لشهرتها السابقة. واختفى عنها الموسيقيون والشعراء والملحنون عندما علموا أنها لا تستطيع الغناء مثلما كانت سابقًا هذه الحقيقة المرة تنكرها هي.. والاعلام.. وفضلت الاختفاء في صمت دون إبداء الأسباب وهذا ليس عيبًا.. فلا بد أن يمر الفنان أو الموهوب بمرحلة نهاية.. صحيح أن هذه الحقيقة قاسية.. ولا بد أن يعترف بها من كان في القمة.. ليبتعد عن الوهم. والأدهى قسوة.. أن تغادرك الشهرة وأنت لست مسلمًا بذلك لكنها في النهاية هي الحقيقة شئت أم أبيت.. ويجب أن تتعايش معها في مراحلك القادمة. وردة كانت في أحد المطارات العربية.. وعندما وصلت صالة القدوم لم يقدم لها مساعدة أي أحد.. سوى حامل الحقائب الذي ربما كان أجيرًا وغادرت الصالة في صمت رهيب جدًا.. وهذا يعود ربما إلى توقفها عن الغناء سنوات.. أو ربما الجيل الجديد لا يعرفها.. وهذا الموقف طبيعي ولكن بحكم شهرة وردة الكبيرة جدًا.. لم يكن سهلًا أبدًا وهذا أيضًا طبيعي.. ولو كانت فنانة قليلة الشهرة ربما لا يهمها الأمر كثيرًا. المهم أن وردة قابلت أحد المقربين إليها.. فوجدها تبكي بحرقة صامتة وعلى استحياء.. من جراء هذا الموقف الذي لم يمر عليها في حياتها إلا أن هذا الانسان أفهمها.. وتكلم معها كثيرًا حتى انتهى هذا الموقف الصعب. هنا لا بد أن تعتبر فإن وردة من أجمل الأصوات العربية وأقواها.. وإن أعمالها لا زالت ذائعة الصيت حتى يومنا وتلقى رواجًا من مستمعيها ومتذوقيها.. وأصالة الكلمة والطرب الحقيقي الذي أصبح نادرًا ولا يؤديه إلا عدد قليل من عمالقة الطرب العربي.