قال الضمير المتكلم : مركز الملك عبدالعزيز للحِوَار الوطني الذي أنشئ ب (تاريخ 24/5/1424ه)؛ لا شك أنه مؤشر ايجابي على تطور الوعي الوطني والحرص جعل الاختلاف في التفكير ووجهات النظر وسيلة للاتفاق على حبّ الوطن ؛ ولذلك كان من أبرز أهداف المركز : تكريس الوحدة الوطنية عن طريق الحوار الفكري، والإسهام في صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطية والاعتدال من خلال الحوار البناء ، وكذا معالجة القضايا الوطنية من خلال قنوات الحوار الفكري وآلياته ، وأيضاً ترسيخ مفهوم الحوار وسلوكياته في المجتمع ، وتوسيع المشاركة لأفراد المجتمع وفئاته في الحوار الوطني ، وتفعيل الحوار الوطني بالتنسيق مع المؤسسات ذات العلاقة ! والحقيقة أن ( المركز ) منذ إنشائه وحتى الآن قام بتنفيذ العديد من الفعاليات منها : ( برامج تدريبية على الحوار آدابه وأدواته ، وطباعة الكتب والبحوث المتخصصة ، والأهم الحوارات الوطنية بدوراتها الثماني ) ، وهنا لابد من وقفات تأملية حول تجربة المَركز: * أعتقد أن المركز في حِوارَيه الوطنيين الأول والثاني ، كسر الحاجز ، وفعلاً فتح صفحات للحِوار الصادق بِجَمْعِه لرموز التيارات الفكرية في بلادنا على اختلاف أطيافها حول طاولة النقاش في شفافية لمحاولة لتصفية النفوس وتوحيد الصفوف باتخاذ أسلوب الحوار وسيلة للتقارب فيما يخدم الوطن !! * الحوارات الوطنية التالية أصبحت مؤتمرات تقليدية يغلب عليها الحضور الإعلامي ؛ ومحصلتها في العموم توصيات تظل حبيسة للورق داخل الأدراج ؛ فلا ثمرة واضحة إلا إهدار الجهد والمال العام ! * المركز في نقاشه وتوصياته يُغَرّد لوحده بعيداً عن المؤسسات الحكومية ذات العلاقة ؛ التي لا تُفِيد بأي وجه من الوجوه من أطروحاته وتوجيهاته ولا تعيرها أدنى اهتمام !! وللقائمين على مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني حتى لا تتأكد مقولة المعارضين له أن هَدفه فقط امتصاص انتقادات النُخَب الثقافية ، ولكيما يصبح هذا المركز مدرسة في الشفافية ، وجامعة في المصداقية وجرأة الطرح تنظيراً ثم تطبيقاً ؛ الواقع يفرض على المركز أن يُقَيّم تجربته ، ويعيد صناعة أدواته ، ولذا أقترح أن يكون حواره القادم ( حِوَار حول مركز الملك عبدالعزيز للحوار ) ، كما أرجو محاولة تفْعيل توصياته ومتابعتها مع الجهات ذات العلاقة من خلال لِجَان مشتركة !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس : 048427595 - [email protected]