يزداد عدد دول أمريكا اللاتينية التي أعلنت اعترافها بدولة فلسطين على حدود 67 يومًا بعد يوم ، وهو ما يمثل شكلا إيجابيا من أشكال ردود فعل المجتمع الدولي على إصرار إسرائيل على الاستمرار في سياسة الاستيطان وضربها عرض الحائط للشرعية الدولية وقوانينها ومبادئها. وفي غضون ذلك يزداد أيضًا حديث الفلسطينيين – السلطة وحماس- عن التهدئة مع إسرائيل ، وآخرها الإعلان الصادر عن أحد قياديي حماس السياسيين بالتزام الحركة بتلك التهدئة . لكن رفض كتائب القسام التي تشكل الذراع العسكري لحماس للتهدئة ، واعتبارها الحالة الفلسطينية في قطاع غزة بأنها هدنة وليس تهدئة ، وزيادة عدد المعتقلين من كل جانب (فتح وحماس) لدى الجانب الآخر، وتبادل الاتهامات بين الجانبين بالمسؤولية عن فشل جهود المصالحة ، كل ذلك يدعو إلى التساؤل عن أي دولة ، وعن أي تهدئة ، وعن أي مصالحة يتحدثون؟ وما قيمة دولة يعترف بها العالم كله – بما في ذلك الولاياتالمتحدة - إذا كان شطرا تلك الدولة لا يعترف أحدهما بالآخر؟ .. ثم إذا كان الخلاف بين جناحي حماس يتمحور حول جدلية ما إذا كانت التهدئة تعني الهدنة ، وبين جناحي فتح ما إذا كانت المصالحة تعني فتح ملفات الفساد ، فإن ما يهم الشعب الفلسطيني عودة الوحدة الوطنية بين شطري الوطن ، وعودة رفع العلم الفلسطيني على القطاع مثلما في غزة . لقد تحدث عن الهدنة الطويلة مؤسس حركة حماس في بداية التسعينيات لإحدى وسائل الإعلام الأمريكية وعبر وقتها عن قبول الحركة بدولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب يونيو 67 ، وهو المطلب ذاته الذي تطالب به كل من فتح والسلطة ، فلم الخلاف إذن؟ نحن نرى الآن فتح وقد انقسمت إلى فصيلين ، وحماس وقد انقسمت هي الأخرى إلى فصيلين ، ونرى مشهدًا فلسطينيًا لا يسر الناظرين ، ليظل السؤال معلقًا : وأين هي الكعكة التي يتنافس حولها المتنافسون على أرض الواقع بعد أن شارفت إسرائيل على إنهاء مخططها التوسعي في الضفة الغربية والفدس العربية التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من التهويد الكامل؟.