أحمد عيد عطية الله شاب سعودي يرفض أن ينعته أحد بالإعاقة، أو يدرج ضمن فئة المعاقين، ويأبى أن يعيش على هامش الحياة أو يبقى أسير البطالة عالة على أسرته ومجتمعة وينظر إلى المستقبل نظرة تفاؤلية، ويسعى لبلوغ أعلى مستوى معيشي تمكنه إمكاناته بلوغه، لاسيما وأنه مؤهل علميًا ومستعد سيكلوجيًا وواثق من أن شكل يديه لا يعيقه عن القيام بمتطلبات المهنة وأعباء الحياة، ويرنو للمشاركة الفعالة مع بقية اخوانه في بناء وطنه وتنمية مجتمعه، ولتحقيق أهدافه أمضى سنوات عمره الدراسية في كفاح وجد واجتهاد حتى أكمل دراسته الجامعية وأثبت من خلالها قدراته الفائقة وقابليته العقلية والإدراكية الكاملة التي يمتلكها والتي تفوق فيها على أقرانه الأسوياء ولكنه قوبل بالرفض من القطاعات الحكومية على حد قوله. يقول أحمد: أنا إنسان سوي في سماتي الشخصية والجسمانية وأمارس حياتي بصورة طبيعية حيث أمضيت 16 عامًا في الدراسة حتى تخرجت من جامعة أم القرى قسم الشريعة الإسلامية. وأنا لست معاقًا حقيقيًا ولكن فقط شكليًا بسبب قصر يدي، مما أوهم المسؤولين عن التوظيف بأنني معاق وإعاقتي تمنعني من العمل، وواجهت هذه الاشكالية عند تقدمي لديوان الخدمة المدنية وعدد من القطاعات الحكومية وفوجئت بنظرتهم الدونية ونعتهم لي بالإعاقة، رغم اجتيازي الاختبارات التحريرية إلا أنني عند المقابلة الشخصية أجد نفسي من المستبعدين، وهذا انعكس سلبًا على استقراري النفسي. ففي الوقت الذي أنتظر مساعدتي على تحمل مسؤولية نفسي وأسرتي أفاجأ بمن يدفع بنا في طريق الانحراف، ويلقينا على رصيف البطالة متجاهلًا حاجاتنا وغير آبه بتبعات كل ذلك. فهل يروق لكم عيشنا تحت خط الفقر ووقوفنا أمام ابواب المساجد نسأل الناس؟ فنحن نجري وراء مصدر دخل مناسب لقدراتنا وإمكاناتنا لنتمكن من بناء أسرنا وتربية أبنائنا ومساعدة أهلينا على العيش في ظل حياة كريمة هانئة، إنهم يشعروننا بالنقص ونحن منه براء، يريدون إدراجنا في زمرة المعاقين ونحن مثلهم أسوياء. ويضيف أحمد: أوكد لكم أن إعاقتي شكلية تتمثل في قصر اليدين لكنها لا تعيقني إطلاقًا عن الكتابة بخط جميل ولا تمنعني من استخدام الحاسب الآلي وبها أرفع وأخفض وأمسك وأنقل وأقود سيارتي بحرفية.. أناشدكم لا تفاقموا معاناتي وتضعوني في عزلة اجتماعية، أناشدكم امنحوني فرصة وظيفية مناسبة لمؤهلاتي وقدراتي. يذكر أن أحمد يبلغ من العمر 25 عامًا ومتخرج من الجامعة منذ 1428ه، وتزوج منذ أشهر، ويعمل في شركة خاصة براتب 1400 ريال.