سلطت الدكتورة لينا عمر بن صديق في كتابها الموسوم: مقاييس الأداء المعرفي للعاديات والمعاقات سمعيًا في البيئة السعودية الذي صدر عن مركز النشر العلمي بجامعة الملك عبدالعزيز الضوء على معاناة تراثنا السيكولوجي والتربوي من ندرة المقاييس المصممة والمقننة على بيئاتنا العربية بشكل عام، وعلى البيئة السعودية بشكل خاص، لكل من الأشخاص العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة، مما يحدونا إلى اللجوء لاستخدام المقاييس والاختبارات المصممة أو المقننة على البيئات الأجنبية والعربية واستخدامها دون تعديلها أو حتى تقنينها، وهذا يؤثر بدوره في صحة نتائجها واعتمادها كمحك لقياس المهارات أو القدرات المستهدفة منها. ولهذا قامت معدّة الكتاب باقتباس وتقنين مجموعة من المقاييس التي تستهدف قياس كل عملية من العمليات العقلية السالف ذكرها - إضافة إلى القدرة العقلية العامة (الذكاء)- على البيئة السعودية، والتي تساعدنا في التعرف على الكثير من القدرات والمهارات التي يملكها الفرد، والتي تعكس في مجملها الأداء المعرفي للفرد، والذي يمكن اعتماده في تفسير المستوى والأداء الأكاديمي للفرد. وقد تم اختيار تلك المقاييس بناء على ثلاثة محكات أساسية: أولها أن تلك المقاييس مقننة على بيئة عربية (البيئة المصرية)، وثانيها أن تلك المقاييس مناسبة لقياس الأداء المعرفي للإناث في مرحلة المراهقة، أي من الفئة العمرية الواقعة بين (13-15) سنة، وثالثها أن تلك المقاييس أدائية أي غير لفظية، وبالتالي فإنها تناسب فئة ضعاف السمع والصم الذين أجريت عليهم الدراسة المستهدفة من تطبيق المقاييس المقننة على البيئة السعودية. واتخذ تقنين هذه المقاييس من الكاتبة عدة إجراءات كتعديل بنود (صور) المقاييس لتتناسب مع ثقافة المنطقة المقننة عليها في البيئة السعودية (الرياض)، وتطبيقها في دراسات استطلاعية على العاديات وضعيفات السمع والصمّاوات بهدف التأكد من وضوحها. ويتضمن هذا الكتاب ستة فصول، يتناول تعريفًا بالأداء المعرفي والعوامل المؤثرة فيه، والأداء المعرفي لدى المراهقين العاديين وضعاف السمع والصم، والذكاء وتعريفاته والعوامل المؤثرة فيه، وكذلك الذكاء لدى العاديين وضعاف السمع والصم في مرحلة المراهقة، ثم عرض نبذة عن اختبار الذكاء غير اللفظي “الأنماط”، ومراحل تقنينه على البيئة السعودية.