ألغى النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي مؤتمره الصحفي أمس الأربعاء بسبب اعتراضاته علي اتهامات السلطة القضائية له بتنظيم عصابة للسرقات تسمى «حلقة فاطمي» قامت بسرقة الأموال وقطع الأراضي في طهران ومحافظات إيرانية. وقال رحيمي في بيان له أمس أن «تلك الاتهامات جاءت لتخريب سمعة الحكومة ووضع العصي في دواليب تطورها ونهضتها العمرانية»، وأضاف «إن تصريحات المتحدث باسم القضاء محسني أزهي تهدف إلى توسيع عوامل التخريب ضد الحكومة وخلط الأوراق على الشعب وتعبئة الرأي العام الداخلي ضد حكومة الرئيس نجاد»، وأكد النائب الأول للرئيس نجاد «أن الحكومة قامت بإجراءات متعددة لمحاربة الفساد وأن تصريحات القضاء في هذه المرحلة لا تصب في المصلحة القومية والوطنية بل إن تلك التصريحات تعكر من مزاج المرشد خامنئي وتخلق القلق في نفوس الشعب»، واتهم رحيمي القضاء بالتعاطي المزدوج مع الشكاوي وأن هناك شكاوي متعددة رفعتها الحكومة لم يتم الاعتناء بها. وتأتي تصريحات النائب الأول للرئيس الايراني على خلفية اتهامه على لسان المتحدث باسم القضاء الإيراني محسني أزهي بالارتباط بمجموعة من اللصوص تسمى «حلقة فاطمي» قامت ببيع الأراضي واستغلال المناصب لتسويق الكثير من المشاريع التجارية التي تخالف القوانيين، وأكد أزهي بأن «ملف هذه المجموعة لم يغلق وسيتم متابعتها»، وكان الملف قد أثير إعلاميا قبل أشهر إلا أن مصادر أعلنت بأن الملف قد أغلق بتوجيه من المراجع العليا في البلاد. في السياق ذاته تتواصل داخل إيران الانتقادات إلى الشخصيات المحيطة بالرئيس نجاد وهم «رحيم مشائي رئيس مكتب الرئاسة الإيرانية وجوان فكر مستشار الرئيس نجاد وثمرة هاشمي كبير المستشاريين ومحمد رحيمي النائب الأول للرئيس نجاد وكذلك حميد قبادي رئيس منظمة التراث الوطني» فقد انتقد ممثل خامنئي في مؤسسة كيهان حسين شريعتمداري تدخلات الشخصيات المحيطة بالرئيس نجاد في الكثير من القرارات الخطيرة. واتهم شريعتمداري تلك الحلقة بأنها السبب في الإطاحات والاستقالات للرجال المخلصيين للثورة والذين كانوا يعملون مع حكومة نجاد أمثال منوجهر متكي ومهرداد بذرباش ومحمد راميين نائب وزير الثقافة في شؤون الإعلام ودعا شريعتمداري الرئيس نجاد إلى توخي الحذر من تلك المجموعة والاحتياط عند إتخاذ القرارات. في السياق ذاته انتقد نواب في البرلمان الإيراني الأعمال الإدارية للمجموعة المحيطة بالرئيس نجاد وقال النائب مصطفي رضا حسيني في كلمة له داخل البرلمان الإيراني «إننا لانعرف هؤلاء الأشخاص المحيطيين بالرئيس نجاد والحقيقة أن حميد بقايي مستشار الرئيس في الشؤون الثقافية لم ينجز شيئا، وأما رحيم مشائي رئيس مكتب الرئيس نجاد فإننا في البرلمان لا نعرف اية خلفية عن هذه الشخصية المبهمة»، من جانبه انتقد حسين إبراهيمي طريقة الرئيس نجاد في إقالة وزير الخارجية منوجهر متكي بسبب تأثيرات المجموعة المحيطة به وقال للصحفيين: «إن حكومة السنغال تعاملت مع متكي بعد عزله كمواطن عادي لم توفر له الحماية ولم تضع حتى سيارة في تصرفه، وعاد لإيران كمواطن عادي»، وأضاف «إن متكي لم يقرر الهروب خارج إيران حتى يتم التعامل معه بتلك الطريقة».