جاء تصويت مجلس النواب الأمريكي بالإجماع بالموافقة على مشروع قرار يعارض إعلانًا من جانب واحد لقيام دولة فلسطينية بعد بضع ساعات من معارضة مجلس الشيوخ لأي قرار قد يصدر عن مجلس الأمن للاعتراف بدولة فلسطينية ليؤكد من جديد على أن الكونجرس الأمريكي بمجلسيه لا يعبر فقط بمثل هذه المواقف عن انحيازه الكامل لإسرائيل ، وإنما أيضًا على أن مصالح إسرائيل تعلو فوق أي اعتبارات أمريكية أخرى بما في ذلك المصالح الأمريكية نفسها ، وأن هذا الانحياز يتخطى القانون الدولي والشرعية الدولية ، بالرغم من تحذيرات سابقة صدرت على لسان مسؤولين أمريكيين بأن انحياز واشنطن السافر لإسرائيل في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني أصبح يعرض أرواح الجنود الأمريكيين وبالأخص في العراق وأفغانستان للخطر، وأن استمرار التوتر وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط سيظل مرهونًا بحل القضية الفلسطينية ، وأن استمرار الدعم الأمريكي الأعمى لإسرائيل، خلق ويستمر في خلق أعداء لها في المنطقة، ويدعم التطرف والإرهاب في العالم. وهو ما يعني أن استمرار تأييد واشنطن للمواقف الإسرائيلية التي تتضارب بشكل سافر مع الشرعية الدولية ، وتشكل انتهاكًا واضحًا لأسس هذه الشرعية ومبادىء القانون الدولي يمثل تحدياً سافرًا لجهود المجتمع الدولي للتوصل إلى سلام عادل ودائم وشامل للنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي على أساس خريطة الطريق وحل الدولتين والمبادرة العربية للسلام ، وأن أي خروج أو عرقلة لهذا المسار سيؤدي إلى استمرار دائرة العنف في المنطقة ، ولا يمكن أن يصب في مصلحة واشنطن أو دول المنطقة بما في ذلك إسرائيل نفسها. لعله من المؤسف أن يستمر الكونجرس الأمريكي في اتخاذ مثل هذه المواقف التي تضع الولاياتالمتحدة مرة أخرى منفردة في الوقوف إلى جانب التوسع الإسرائيلي ونكران حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ، فيما أن المفترض أن يشكل الكونجرس أداة للضغط على إسرائيل لتنفيذ استحقاقاتها والتزاماتها إزاء عملية السلام وإفهامها أن استمرار تأجيجها للصراع وتجاهلها للحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني من شأنه أن يسبب الضرر لسياسات واشنطن ومصداقيتها إزاء المجتمع الدولي ، وأن يزيد من عزلة إسرائيل التي أصبحت تشكل عبئًا على هذا المجتمع باعتبارها العدو الأكبر للسلام على مستوى العالم.