يثبت العمل الخليجي المشترك علو كعبه يومًا بعد آخر، وعلى جميع الأصعدة السياسية، والثقافية، والاجتماعية، والرياضية، والتعليمية. ولقد جاء المهرجان المسرحي الثاني لجامعات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية 2010م والذي استضافته مؤخرًا جامعة البحرين ليؤكد صدق مقولتنا هذه، وخاصة في المجالات الشبابية، والفعاليات الجامعية الخليجية، فقد أثبت هذا المهرجان المسرحي الجامعي الخليجي أن الظاهرة المسرحية في جامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول المجلس ظاهرة استقطاب قوية لطاقات الشباب التي فجّرت إبداعات رائعة، ليس في التمثيل المسرحي فقط، بل في كل الفنون المسرحية كتابةً ونصًّا، وسيناريو وإخراجًا... إلخ. ولعل من أجمل المؤشرات على ذلك حجم المشاركين التي تميّز بها المهرجان، فعلى مدى أسبوع استمتع جمهور المسرح المتذوق للفن الراقي بخمسة عشر عرضًا مسرحيًّا قدمها طلاب هواة من خمس عشرة جامعة خليجية، أثبتوا خلالها أن المسرح وسيلة حياة، بل وإحدى وسائل التعبير عن الأفكار المبدعة والتجريب الإنساني، وأكدوا أنه فرصة شبابية للتنافس والاحتكاك بالخبرات الجماعية المتنوعة. تابع الجمهور بشغف عروضًا مسرحية جميلة من جامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة الملك فيصل، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وجامعة الملك سعود، وجامعة القصيم، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة قطر، وجامعة الكويت، وجامعة السلطان قابوس، وجامعة جازان، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكلية العلوم التطبيقية بسلطنة عمان، وجامعة الطائف، والجامعة المستضيفة - جامعة البحرين. ولقد شهدت ساحة العمل الشبابي الجامعي الخليجي زخمًا نوعيًّا مطّردًا من الأنشطة خلال سنوات عمرها المديد، وجاء هذا الزخم كنوع من ترجمة الجهود الدؤوبة لاستمرارية الرعاية الشاملة والإعداد المتميز للطالب الجامعي في مختلف جوانب الروح والعقل والوجدان. وقيام الجامعات الخليجية وتحت مظلة كفؤة للإدارة التعليمية بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية يمثل ثابتًا إستراتيجيًّا تلتزم به وتكثف جهودها من أجل تجويده والدفع به إلى آفاق جديدة دائمًا، لأن تأثيرات مثل هذه الأنشطة اللاصفية تعكس في نهاية المطاف شطرًا مهمًا من رسالة التنوير والإشعاع الحضاري الذي تضطلع به أي مؤسسة تعليمية مبدعة، ومن الأمثلة الرائعة ذلك الأسبوع الثقافي والعلمي السابع لجامعات دول المجلس الذي نظمته جامعة الملك عبدالعزيز العام الماضي، وحظي بحضور كبير لم يسبق له مثيل، ونجاح منقطع النظير مازال صداه يتردد حتى الآن. والمسرح بؤرة لالتقاء الفنون وامتزاج ألوان الإبداعات منذ أقدم الحضارات حتى اللحظة الحضارية الواضحة، وجاء هذا المهرجان شكلاً من أشكال التعبير الإنساني الراقي الذي يعزز الصفة الثقافية العميقة لدور الفنون والآداب في ترسيخ البنية الأساسية المتجذرة للمجتمع الخليجي والدولة الحديثة فيه والإنسان المتحضر على أرضه. * رسالة: المسرح الجامعي الخليجي، وإبداعات أبنائنا طلابًا وطالبات قادمة، فأفسحوا لها عقولكم وقلوبكم.. فأبناؤنا ينتظرون منا كل الدعم والتقدير، وهم محل الثقة والاعتزاز بإذن الله تعالى. [email protected]