ظلت المعادلة السعودية منذ عهد التأسيس تحافظ على الأصالة والمعاصرة، بعيدًا عن الجمود وأيضًا بعيدًا عن التطور الذي لا يأخذ في الاعتبار الثوابت العقدية، وهو ما تمثل في عهد خادم الحرمين الشريفين - الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يحفظه الله - بالتعبير عن تلك المعادلة بموازبن العصر ومعايير التقدم، وبما يتوافق مع تحديات العولمة وثورة الاتصالات والمعلومات، ومع تطلعات القيادة وطموحات المواطن نحو مستقبل يليق بوطن العزة والفخار. من هنا فإننا عندما نقرأ في كبريات الصحف والمجلات الأكثر توزيعًا وانتشارًا في الغرب عن مشاريع المستقبل العملاقة التي تدشنها المملكة بشكل متواصل من أجل تحقيق الرخاء والرفاهية للمواطن السعودي ولأجيال المستقبل وذلك بهدف دخول المملكة نادي الدول المتقدمة، على نحو ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية المعروفة، فإننا إنما نشاهد صورة حية لما حققه الوطن وأنجزته القيادة من إنجازات في مرآة الحقيقة، وهو ما يدعو إلى التفاؤل بأن مسيرتنا المباركة تسير في الطريق الصحيح بخطى متسارعة يدعمها جيل من الشباب الصاعد المؤمن بعقيدته الذي يشكل نصف تعداد الشعب السعودي، وبما يطمئننا على توفر عوامل النجاح ومقوماته لتحقيق التنمية المستدامة. وعندما تقارن «النيويورك تايمز» مدينة الملك عبدالله الاقتصادية التي تعتبر قيد الإنشاء، هي وغيرها من المدن بمثيلاتها في الصين وفي حي المال في مانهاتن، وعندما تتحدث عن بناة تلك المدن من الأطباء والمهندسين والخبراء، فإنها إنما تقدم مقطعًا واحدًا فقط من سيمفونية البناء – بناء الوطن والإنسان- وفصلاً واحدًا من ملحمة المعجزة السعودية التي تحققت على هذه الأرض الطيبة بالإصرار والإرادة والصبر. التحقيق الذي كتبه نيكولاي أورسوف في الصحيفة الأولى في الولاياتالمتحدة عن أحد صروح المملكة التي يتم إرساؤها في الصحراء ليقطنها مليونا نسمة ولتكون بمثابة نافذة تطل المملكة من خلالها على العصر، وإشارته إلى سعي خادم الحرمين الشريفين لإيجاد مليون فرصة عمل للشباب السعودي وبناء 4 ملايين منزل لهم في فترة تتراوح بين 10 و15 عامًا، فإن ذلك كله يؤكد على أن التجربة السعودية في البناء والإصلاح والتطوير تجاوزت الحلم وصنعت المعجزة.