كثير من الناس من يرفض الحياة، وفي المقابل هناك من يقبلها .. فالخيار بأيديهم .. ولكن معظم الناس لا يقدرون أهمية وجودهم ولا يدركون ذلك وبالتالي لا يستثمرون ذلك، وما هذا إلا نتيجة رفضهم الحياة .. ها نحن قد بدأنا عامًا جديدًا ؛ فهل فكرنا بأن ننضم لركب [ أصحاب الرسالة ] ؟!!. إن أصحاب الرسالة يعيشون في طمأنينة روحية وسعادة داخلية .. فهم يشعرون أنهم مهمون ويستحقون الحياة ؛ لأنهم يساهمون في صناعتها وإعمارها ولهم أدوارهم الفعالة. إنهم رفضوا العيش على هامش الحياة، وأبوا إلا أن يكونوا أنجمًا ساطعة في حين أن هناك من رضى بأن يأخذ دور اللاعب الاحتياطي كأنه (شُرّابة خرج) يستوي وجوده وعدمه.. فماذا لو تأملنا قليلاً وحدّث كل واحد منا نفسه: { لماذا أنا موجود؟ لابد أن لي دورًا ينبغي أن أعيش لأجله وأؤديه فما هو المطلوب مني ؟! ماذا سأفعل تجاه ذلك الدور ؟! هل الحياة ستدفع ثمن وجودي فيها أم أنني أستحقها ؟! ما هي البصمات البناءة التي قدمتها لنفسي ولمجتمعي ؟!! } حاول أن تصل للإجابة الشرعية الصحيحة؛ ثم أنظر إلى عامك الجديد 1432ه بتفاؤل وتخيل ماذا ستفعل فيه؟ تخيل النتائج والإنجازات التي عملتها ؟! .. ثم أرسم أهدافك التي تريدها لحياتك حتى تكون حيًا قلبًا وقالبًا ؟!..ووازن بين أدوارك (الإيمانية - والاجتماعية - والعقلية - والتطوعية - والمهنية - والصحية - والأسرية - والمالية) ، ثم فكر بالخطوات العملية لتحقيق تلك الأهداف، وجدولها عندك بطريقة ميسرة.. لابد أن تفكر بالمحاور التالية كلها حتى تصل إلى الموازنة في حياتك وتعيش مستقرًا نفسيًا ، فهذا الرسول صلى الله عليه وسلم كان رئيس دولة، قائد، رب أسرة، زوج، أب، صديق ...لذا ينبغي أن: • تفكر في الشعائر والواجبات الدينية وعلاقتك بالله ؟ كيف أنت مع وردك اليومي وأذكارك ؟!!. • فكر بجانب التنمية الشخصية = ثقافتك وفكرك .. ( قراءة ، برامج ، دورات ...) لا تكتف بدراستك .. ولا تستغن عن القراءة الجادة مهما كثرت مشاغلك. • فكر بعلاقاتك مع أهلك ؟ مع والديك وأخوتك ؟ هل أنت مرتاح في بيتك ؟! • فكر في أصدقائك ؟ هل تعيش في هذا الكوكب وحيدًا ؟ من تسامر ؟ ف : (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ). • فكر في أقاربك؟ وأين أنت من صلة الأرحام ؟ (من سرَّه أن يُبسط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمه). يمكنك تخصيص يوم الجمعة للزيارة أو الاتصال. • فكر في عملك أو دراستك ؟ هل أنت مرتاح في عملك ؟ هل هي الدراسة التي اخترتها ؟! أنظر ماهي نوعية العمل التي تناسبك ؟ هل العمل المكتبي أم الميداني ؟ اكتشف نفسك لتستمتع بعملك. • فكر في صحتك ؟ هل صحتك عنصر هام في حياتك ؟!. • فكر في الوضع المالي لك ؟ كيف تشعر أن المال يخدمك، فيكون عبدًا عندك لا سيدًا عليك. ( نعم المال الصالح للرجل الصالح ). • فكر في هواياتك؟ يمكنك أن تتطوع في الجهات الخيرية لتشعر بسعادة العطاء غير المشروط. أعتقد أنه لا يوجد دين مثل الإسلام أوصى بهذا : ( أعط كل ذي حق حقه ) ، فضع خطتك الآن لكل محور من المحاور السابقة حسب ضعفك حتى تتوازن حياتك كلها. وإحذر أن ترهق نفسك أثناء رسم لوحتك؛ لأن التخطيط لحياتك وتنظيم أمورك ووقتك هو في الحقيقة سبيل سعادة ومتعة لك ،، ليس تضييقا وتعقيدًا .. ولا يعرف ذلك إلا المجرب. فجرب- أيها القارئ - وأرسم وشاور وستسعد وتجد نفسك بإذن الله.. دمت موفقًا. نسيم الصِّريصري - جامعة طيبة