ألقت الجهات الأمنية أمس القبض على طالب بالصف الثالث متوسط أطلق النار على معلمة بالفصل أثناء كتابة الدرس في الحصة الثانية صباح أمس. وكان المعلم ( زارب عبدالله آل عبدالرحمن ) بمتوسطة الفرعين التابعة لمحافظة أحد رفيدة بتعليم منطقة عسير منهمكًا في بداية الحصة فجاءت طلقة لتصيبه في ظهره نقل على إثرها إلى مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بمحافظة خميس مشيط. وقال الناطق الإعلامي بشرطة منطقة عسير العقيد عبدالله عائض القرني: إن الحادث وقع في المدرسة وتبلغت الجهات الأمنية بشرطة أحد رفيدة بالقضية حيث تمّ اتخاذ الإجراءات الأمنية الأزمة وتم القبض على الطالب، فيما وجه اللواء عبيد بن عباد الخماش التحقيق في القضية ولمعرفة الدوافع والأسباب لأقدام هذا الطالب بالاعتداء على معلمه .. وقد تم القبض على الطالب ولازال التحقيق جاري معه. وقام مدير عام التربية والتعليم بمنطقة عسير جلوي بن محمد كركمان بزيارة للمعلم بالمستشفى مع مجموعة من التربويين. وقال ل “المدينة” أن المعلم لطف الله به وصحته الآن مستقرة ووجه بالتحقيق في القضية من الناحية التربوية والتعليمية فيما تولت الجهات الأمنية بالمحافظة والشرطة التحقيق في القضية. في هذا الإطار قال الدكتور غيثان بن علي الجريس أستاذ تاريخ بجامعة الملك خالد بأبها: إن ظاهرة الاعتداء على المعلم في التعليم العام الحكومي والأهلي يعد أمرًا خطيرًا بعد أن كان الطالب يحترم معلمه ويقدره ويعده الأب والأخ والصديق تقديرًا لمكانته العلمية، فكانوا يقفون له إجلالا واحتراما وكان الطالب يعي قيمة المعلم ويقدر كل ما يصنع له. وبعد الانفتاح السائد وتطبيق التربية الحديثة بدأنا نرى ونسمع ونقرأ الاعتداءات المستمرة على المعلم سواء بالضرب أو بالتلفظ عليه بالألفاظ السيئة داخل الفصل وخارجه وداخل أسوار المدرسة وخارجها حتى أن الطالب نسي قول الشاعر: «قم للمعلم وفّه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا» كان التعليم في الماضي بحق شيقًا وسلسًا فلا يوم طويل ولا حصص زيادة عن طاقة الأنسان الذي يعدونه في هذا العصر آلة حديد لا تكل ولا تمل، فمل الطالب وتشبع من المدرسة والمدرسين بالإضافة إلى التهاون والتكاسل من صانعي القرار باتخاد الإجراء اللازم والعلاج الناجع، فصار ما صار من قلة احترام ليس لمعلمه بل تعدى ذلك إلى ولي أمره وأخوته وكل من يقابله في الشارع.