الأستاذ الكبير محمد صلاح الدين عَلَمٌ من أعلام الصحافة والفكر، صحب كلمة الحق التي يدور في فلكها الكاتب والأديب والمفكر الصادق في رؤيته، المؤمن بفكرته، والمتعمق في معانيه، والمخلص لدينه وأمته. جيل من الصحفيين والكتاب تتلمذوا على أفكاره ورؤاه، في جريدة “المدينة” التي يعد أحد أعمدتها القوية.. رئيسًا للتحرير، وعضوًا في مجلس إدارتها، وكاتبًا يتناول القارئ صفحتها الأخيرة ليقرأ أفكاره، ويتأمل كلماته، ويدور في فلك كلماته، فهو من الكُتّاب القلائل الذين لا يكتبون للإثارة، ولا يميلون في توجّهاتهم الفكرية حيث يميل ميزان التيار هذا أو ذاك. حيث إن هدفه هو الحقيقة، ولا يستند في رؤاه إلاّ على الواقع وتجلياته. ولا يحيد عن المنطق، ولا يتأثر بالعواطف. وقد أُعجبنا جميعًا بأسلوبه الصحافي المتّزن، وأسلوب كتاباته الرصينة. نصف قرن من العطاء، وهو صاحب مواقف إنسانية يشهد له بها الجميع، وقد وقف مع الكثيرين في أزماتهم وشِدّتهم. وكما قال الدكتور عاصم حمدان إنه علّم معظم الصحفيين (سر صنعة الصحافة)، وقد تتلمذوا على يديه. تعاونت معه، وتواصلت مع أفكاره قارئًا ومحبًّا، ولا أنسى مواقفه حين كنت أستشيره في الأخذ ببعض الأفكار لطباعة وتسويق مجلة الطيران، حين كنت رئيسًا لتحريرها، وأصبح فيما بعد أحد مستشاريها. وكان نعم المستشار، ولازالت كلماته وتوجيهاته نبراسًا لي في عملي الصحفي وكتاباتي. أسأل الله تبارك وتعالى أن يلطف به، ويعيد لفكره المتألق النبض والتوهج؛ ليطلق قلمه في فلك أحببناه فيه، ونتوق لبراعة أسلوبه. [email protected]