لم يعد اهتمام الجامعات منصبًا على المناهج والأكاديميين فقط بل تطور إلى الاستعانة بمجالس استشارية تخطط وتطور من أجل المستقبل ومواجهة المشكلات المزمنة في قطاع التعليم العالى على صعيد البحث العلمي والتمويل. وفي هذا الإطار واصل المجلس الاستشاري الدولي لجامعة الملك فهد للبترول، الذى يضم خبرات دولية ومحلية اجتماعاته من أجل تطوير الأداء الأكاديمي والبحثي. وقد عقد المجلس اجتماعه الأخير بمدينة بوسطن في الولاياتالمتحدةالأمريكية ناقش خلاله أوجه التعاون بين معهد ماساشوستس للتقنية وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وعددًا من الموضوعات المتعلقة بطلاب الدراسات العليا ومشروع أوقاف الجامعة إلى جانب آخر المستجدات حول سير العمل والخطط الخاصة بوادي الظهران للتقنية. كما استمع المجلس إلى عرض قدمه عميد شؤون الأساتذة والموظفين د. محمد بن عبدالمحسن الخالدي تضمن تقييمًا لبعض الموضوعات المتعلقة بشؤون الأساتذة ومنها جهود الجامعة في استقطاب الأساتذة والمحافظة عليهم والخطوات التي تمت في هذا الصدد، وركز المجلس على ضرورة توظيف أساتذة مؤهلين تأهيلًا عاليًا كي تحقق الجامعة النجاح المطلوب، كما اقترح المجلس معايير لتحسين فعالية التوظيف ووضع استراتيجية تتناول موضوعات تتعلق بتطوير شباب الأساتذة. وقدّم عميد الدراسات العليا د.سلام بن عادل زمو عرضًا تطرق خلاله إلى الاستراتيجيات التي اعتمدتها الجامعة لتحسين عملية قبول طلاب الدراسات العليا، الأمر الذي يمثل عاملًا أساسيًا لتميز الجامعة بحثيًا. وقدّم وكيل الجامعة لتطوير التقنية والعلاقات الصناعية د. فالح بن عبدالله السليمان آخر المستجدات المتعلقة بالتطورات وسير العمل في وادي الظهران للتقنية، الذي حقق نجاحًا كبيرًا على صعيد اجتذاب شركات كبيرة لتأسيس مراكز بحثية لها بالوادي واستمع المجلس إلى العرض الخاص بمشروع «أوقاف الجامعة»، الذي قدمه المدير التنفيذي لصندوق دعم البحوث والبرامج التعليمية د. أحمد بن سعد القحطاني. كما قدم نائب الرئيس للتطوير والعلاقات بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا د. بيتر هيرو عرضًا حول الوقف وتنمية موارده، شارك من خلاله بخبراته في هذا المجال. وفي اليوم الثاني من الاجتماع زار أعضاء المجلس شركة هارفرد مانجمنت للاجتماع بالسيد دين موريي من كلية هارفرد للهندسة والعلوم التطبيقية، أما البروفسير براد كيني من كلية هارفرد للأعمال فقدم موضوعًا شارك فيه بخبرته في مجال تحسين صورة الجامعة وتطويرها. تطوير الاستراتيجيات أنشأت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران المجلس الاستشاري الدولي بموافقة سامية في شهر ربيع الآخر 1427ه، في إطار سعي الجامعة لتعزيز مكانتها وسمعتها العلمية كإحدى المؤسسات الأكاديمية المرموقة محليًا وإقليميًا ودوليًا. وكما يشير مسمى المجلس فإن مهمته استشارية تتمحور حول تقديم النصح والمشورة والمقترحات، التي تسهم في مساعدة الجامعة على تطوير علاقات شراكة فاعلة مع المؤسسات والمراكز العلمية الدولية. ويضم المجلس شخصيات ذات سمعة متميزة، وخبرات تنفيذية مؤثرة في التحديث والتطوير العلمي، وقد أسهمت هذه الشخصيات، ولا تزال تسهم في خدمة مجتمعاتها، واستهدفت الجامعة من اختيار أعضاء المجلس إيجاد عناصر فعّالة ذات رؤية مستقبلية، بحيث تتوافق خبراتها وجهودها مع ما تطمح إلى تحقيقه الجامعة من تأسيس رافد حيوي يصب في صالح تفعيل استراتيجيات الجامعة الهادفة إلى التميز في التعليم والبحث العلمي، وتوفير الميزة التنافسية التي تسعى لتحقيقها. وحاولت الجامعة من خلال تشكيل المجلس إيجاد مزيج نادر يربط النظرية بالتطبيق، من حيث توافر الرؤى المستقبلية الواضحة التي تتوافق مع ما تطمح إليه الجامعة من تعزيز لدورها التعليمي والبحثي والتنموي والمجتمعي. ويضم المجلس نخبة من رؤساء وتنفيذيي شركات بارزة بنجاحاتها على مستوى العالم، منها شركة أرامكو السعودية، وبريتش بتروليوم وشركة جنرال إلكتريك وشركة سابك وشركة شلمبرجير وشركة شيفرون النفطية، بالإضافة إلى عدد من أشهر الأكاديميين ورؤساء حاليين وسابقين لجامعات مرموقة تشتهر بدقة لوائحها الأكاديمية والبحثية، وبإسهاماتها البارزة في التطور الحضاري الذي حققته، ومنها جامعة بوردو، ومعهد جورجيا للتكنولوجيا وجامعة هارفارد وجامعة كيوتو اليابانية، وجامعة شيكاغو، وجامعة ستانفورد. ويعتبر المجلس تجربة متميزة لربط جهود الجامعة البحثية والمعرفة المتراكمة لديها بالتطورات العلمية السريعة التي يعشها العالم اليوم، على النحو الذي يمكّن الجامعة من التجاوب الفعّال مع المستجدات العلمية والتقنية وتوظيفها في تلبية احتياجات التنمية. كما يدعم المجلس ثقافة الابتكار التي تسهم في تحقيق الاكتشافات العلمية وتحفيز الباحثين على إنتاج المزيد من الأعمال البحثية القادرة على إيجاد الحلول الناجعة للمشكلات التقنية وتحويل المعارف العلمية إلى تقنيات متطورة. ويعقد المجلس اجتماعين سنويًا أحدهما في المملكة والآخر خارج المملكة. وقد عقد المجلس اجتماعه الأول في 21 من شهر صفر 1428ه وتضمن برنامج الاجتماع الأول تعريفًا بنظام التعليم العالي بالمملكة، واستعرض بعض الإنجازات التي حققتها وزارة التعليم العالي. وتضمن الاجتماع كذلك تقديمًا من الجامعة اشتمل على معلومات عن نشأتها وتطورها وبرامجها الأكاديمية ومرافقها ومسيرتها التعليمية والبحثية، وجهودها على صعيد خدمة المجتمع. كما ناقش الاجتماع آلية عمل المجلس وأفضل السبل لتحقيق النتائج المتوخاة منه. وفي هذا الاجتماع تم تقديم عروض تعريفية شاملة لجميع إمكانات الجامعة وهيئة التدريس والطلاب، مما منح الأعضاء صورة واضحة عن الجامعة وتطلعاتها. وحدد الاجتماع أولويات الاهتمامات المستقبلية وطبيعة المعلومات التي ينبغي للجامعة إعدادها وتوفيرها للاجتماعات القادمة. وعقد الاجتماع الثاني في أغسطس 2007 بمدينة بوسطن بولاية ماساشوستس بالولاياتالمتحدةالأمريكية. وتناول عددًا من المحاور الخاصة بالطلاب وتنمية تجربتهم الأكاديمية وأعضاء هيئة التدريس والبحث العلمي وسُبل تحسين جودة المنتج التعليمي وزيادة كفاءة العملية التعليمية وتعزيز القدرة على الابتكار والإبداع وأداء الوظائف وتحقيق الأهداف ومواجهة التحديات. خيارات للتمويل وتضمن برنامج الاجتماع الثالث الذي عقد بمقر الجامعة في الظهران دراسة الخطة الاستراتيجية للجامعة وعناصرها والموارد البشرية والمالية اللازمة لتطبيقها وتوجه الجامعة البحثي على صعيد البحوث الأساسية والتطبيقية، واطلع المجلس أيضًا على مخصصات البحث العلمي واستعرض تحليلًا لوضع البحث العلمي في الجامعة. متضمنًا جوانب القوة والضعف والفرص والصعوبات. واطلع الأعضاء على التجربة التي تبنتها الجامعة لتوفير بدائل وخيارات جديدة لتمويل التعليم العالي وهي صندوق دعم البحوث والبرامج التعليمية. كما ناقش برنامج الشراكة بين قسمي الهندسة الميكانيكية بالجامعة ومعهد ماساشوستس للتقنية “MIT” الذي يمثل مظهرًا من مظاهر اهتمام الجامعة بتأصيل علاقة شراكة تقنية مع أبرز الجامعات والمراكز البحثية في العالم لتحسين مستوى الأداء الأكاديمي والبحثي وتعزيز المكانة العلمية وربط التعليم بالبحث التطبيقي، الذي يسهم في تقدم المجتمع وتطوره. وناقش الاجتماع الرابع الذي عقد بمدينة لندن يومي 24و25 شعبان 1429ه جهود الجامعة في استقطاب أعضاء هيئة تدريس من جامعات متميزة. وتناول المحور الثاني سبل تحقيق التميز في البحث العلمي والمحافظة عليه. وناقشت محاور الاجتماع بتركيز كبير هيئة التدريس بالجامعة، وجهود الجامعة للتميز في البحث العلمي، ومحور الطلاب. وخصص المجلس نشاطه في اليوم التالي لمراجعة شاملة تم خلالها التوصل إلى التوصيات والمقترحات التي قدمها المجلس للجامعة. وعقد المجلس اجتماعه الخامس بمدينة الرياض (10و11 يناير 2009م). والتقى أعضاء المجلس في اجتماع عمل مع د. خالد بن محمد العنقري وزير التعليم العالي الذي أثنى على جهود المجلس والنقاشات العميقة التي تسود اجتماعاته والتوصيات العملية التي تنتج عنه. وعقدت جلسات الاجتماع الخامس للمجلس في مقر الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك). واطلع الأعضاء على أنشطة البحث العلمي والتطبيقي الذي تقوم به الأقسام الأكاديمية ومعهد البحوث،