أشارت وكالة رويترز للأنباء إلى افتتاح أول جامعة إسلامية في الولاياتالمتحدة، التي بدأت العمل خلال شهر نوفمبر الماضي، مشيرة إلى أن الجامعة بدأت عملها بهدوء على غير المتوقع، إذ كان يتوقع أن تجد الجامعة الوليدة معارضة في ظل التضييق الذي يعاني منه المسلمون في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقالت الوكالة: باشرت جامعة إسلامية “الزيتونة” الإسلامية عملها في ولاية كاليفورنيا كأول جامعة إسلامية في الولاياتالمتحدة تهدف إلى التصدي للكراهية وانعدام الثقة في الإسلام. ورغم قلة عدد طلابها فإن كلية الزيتونة تهدف لان تصبح جامعة إسلامية معتمدة على قدم المساواة مع الجامعات العملاقة ذات الجذور الدينية مثل جامعة كولومبيا وجامعة روتجرز. والجامعة التي تم تدشينها تحت شعار (حيث يلتقي الإسلام بأمريكا) تسعى لفضح مخططات اليمين المسيحي المتطرف الذي ينشط في إثارة الشبهات حول الإسلام ودمغه بالإرهاب وأنه دين لا يتماشى من القيم والتقاليد الغربية. وتشير رويترز إلى الدور الذي ينتظر أن تقوم به الجامعة في تصحيح الصورة المغلوطة التي أصبحت سائدة عن الإسلام، وتقول: يهدف من يقفون وراء هذه الجامعة إلى أن تصبح مصدرًا للمعلومات الصحيحة عن الدين الإسلامي الذي يواجه حملة إساءة على نطاق واسع، لا سيما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، والحملة التي تشنها عليه كثير من وسائل الإعلام في الغرب. لذلك فإنها ستصبح ذات أبعاد متعددة، وإضافة إلى دورها التعليمي المعروف فإن هناك دورًا إسلاميًا ينتظر أن تقوم به الجامعة يتمثل في تعريف الآخرين بالدين الإسلامي والتصدي للشبهات التي تثار حوله. وتنقل رويترز عن أحد مؤسسي الجامعة قوله إن الهدف الأساسي من تشييد الجامعة هو تقنين الوجود الإسلامي في الولاياتالمتحدة، حيث أشار الباحث في الشأن الإسلامي حمزة يوسف إلى أن كل جماعة دينية تأتي إلى الولاياتالمتحدة “تصل في نهاية المطاف إلى مستوى الحاجة لإضفاء الطابع المؤسسي لضمان بقائهم وجماعتنا عند هذه النقطة”. ويهوّن يوسف من شأن التضييق الذي يعاني منه مسلمو الولاياتالمتحدة، نافيًا في ذات الوقت أن يكون دلالة على التناقض بين الإسلام والمجتمع، قائلًا: الوضع الذي يعيشه المسلمون في الغرب حاليًا لا يختلف كثيرًا عما شهده الكاثوليك في القرن التاسع عشر أو اليهود في القرن العشرين، لذلك فإني على ثقة من أن مسألة قبولهم في أوساط المجتمع الغربي قاطبة هي مسألة وقت ليس إلا. وتتعرض الوكالة لقلة أعداد الطلاب في الجامعة، حيث يشير مسؤولوها إلى ثقتهم في مستقبلها، وتقول: ولا يبدي القائمون على الجامعة تخوفًا من قلة أعداد الطلاب، ورغم أن الصف الأول به 15 طالبا فقط فإن القائمين على أمر الجامعة يؤكدون ثقتهم في إقبال الطلاب عليها مستقبلًا، حيث يقول يوسف: البدايات دائمًا ما تكون صعبة وخلال الأعوام القادمة سوف نرى المكان وقد امتلأ بالطلاب المسلمين وبالآخرين الذين يبحثون عن الحقيقة بعيدًا عن وسائل الإعلام المغرضة. ويشير يوسف إلى أن الجامعة لن تكتفي بتدريس المواد الإسلامية فقط، قائلًا: رغم أن هذه الجامعة ترتكز على المواد الإسلامية فإنها لا تختلف عن غيرها من الجامعات في ولاية كاليفورنيا، إذ سيتلقّى الطلاب مجموعة من الموضوعات المتنوعة في مختلف المجالات، كالتاريخ والفلسفة والأدب والعلوم السياسية. وتختم الوكالة بالإشارة إلى الوضع الذي يعيشه مسلمو الولاياتالمتحدة وكثرة الجدل حول مواءمة الدين الإسلامي لطبيعة المجتمعات الغربية، وتورد مثلًا بالجدل الذي اندلع بسبب التخطيط بناء مسجد عند موقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001م، وتقول: لا تزال المناقشات مستعرة بشأن وجود مسجد بالقرب من موقع أحداث سبتمبر في نيويورك، وهو يما يراه بعض المحللين علامة واضحة على التشكك الأمريكي في الإسلام. ويشير استطلاع جديد للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث إلى أن أكثر من 30 بالمائة من الأمريكيين يعتقدون أن الإسلام يروج للعنف ويقول آخرون إنه لا مكان له في بلد تسوده المعتقدات اليهودية والمسيحية.