افتتحت في لشبونة امس القمة الثانية والعشرون لحلف شمال الاطلسي بحضور رؤساء الدول الاعضاء في الحلف. ومن المقرر ان تعقد هذه القمة لمدة يومين يقرر خلالها المجتمعون كيفية سحب قواتهم من افغانستان من دون التخلي عنها، وحماية اوروبا من الصواريخ بالتعاون مع روسيا، وتكييف الحلف مع التهديدات الحالية. وناقش الحلف مقترحات لحماية كافة أراضي الدول الاعضاء عن طريق نشر صواريخ دفاعية أمريكية طويلة المدى في أوروبا واقامة نظام متصل بالحاسب الآلي لربط العديد من أنظمة الصواريخ قصيرة المدى في الدول الاعضاء سويا. وقال الامين العام لحلف الناتو اندريس فوج راسموسين في كلمة ألقاها قبيل القمة "أتوقع أن توافق القمة على تطوير قدرات الناتو للدفاع عن أوروبا ضد الهجمات الصاروخية. هناك تهديد واضح. إن قدرات الدفاع في مواجهة تلك الهجمات موجودة.. ويمكننا تحملها" وقبل الاجتماع ، نشب نزاع بين فرنساوالمانيا بشأن الكيفية التي يجب ان يؤثر بها الدرع الصاروخي على السياسية النووية للناتو حيث تدفع المانيا باتجاه تعهد بشأن نزع السلاح وتصر فرنسا المسلحة نوويا على ان الدرع لا يمكن ان يحل محل الاسلحة النووية. وقال جيدو فيسترفيله وزير الخارجية الألماني صباح امس "اذا لم نرد من الدول الاخرى تسليح أنفسها بالاسلحة النووية ، فإنه من الواجب أن يتخذ الحلف خطوات شجاعة باتجاه نزع السلاح" ولكن مسئولين قالوا إن الدولتين اتفقتا على تسوية ستؤدي الى تخلي فرنسا عن مطالبها بأن يوصف الدرع بأنه قوة " مكملة " للردع ، في مقابل موافقة ألمانيا على عدم ربطه بقضايا نزع السلاح. وفي الوقت نفسه ، قال الرئيس الامريكي باراك أوباما لصحيفة (إل بايس) الاسبانية اليومية إن الناتو بحاجة إلى أن يحتفظ ب "ترسانة نووية فعالة" طالما بقيت الأسلحة النووية ، رغم الجهود التي تبذل من أجل عالم خالٍ من الأسلحة النوويةوقال دبلوماسيون إن تركيا بدت كعقبة رئيسية أخرى في طريق صفقة الدرع الصاروخي ، قائلين إن أنقرة ترغب في منح مسئولين أتراك دورا رئيسيا في قيادة الدرع المستقبلي وتعتبر تركيا مرشحا رئيسيا لاستضافة محطة رادار أمريكية الصنع كجزء من النظام الدفاعي الصاروخي . ونجحت تركيا الاسبوع الماضي في عرقلة محاولات الولاياتالمتحدة في تسمية ايران بالخطر الصاروخي الرئيسي الذي يحيق بالناتو ، خشية تجدد التوتر مع جارتها وقال الرئيس التركي عبد الله جول قبل مغادرته إلى لشبونة إن بلاده ستعرض مصالحها في المناقشات الخاصة بالدرع الصاروخي خلال القمة لكنها "ستقرر بعد ذلك إبقاء تضامنها مع الحلف" واذا قرر قادة الناتو اقامة نظام الدفاع الصاروخي ، فإنه من المتوقع أن يقوموا بدعوة روسيا لبدء محادثات حول امكانية ربط نظام الانذار المبكر الروسي بالدرع وقال راسموسين "بدعوة روسيا للتعاون معنا ، اعتقد ان لدينا فرصة حقيقية لبناء سقف أمني لمنطقة اليورو - أطلسي بأكملها" وتستهدف تلك الخطوة لطمأنة روسيا بأن الدرع الصاروخي لا يهدف الى عرقلة الهجمات الروسية.