أعرب وزير داخلية ولاية برلين إرهارت كورتينج عن أسفه عن تصريحاته التي طالب فيها المواطنين بالإبلاغ عن "الأشخاص الذين لهم مظهر غريب ويتحدثون العربية". وأوضح الوزير أنه قصد بهذه التصريحات التنبيه إلى ضرورة الابلاغ عن أدلة قوية مثل وجود أسلحة أو حقائب مشتبه فيها. كان الوزير قد قال أمس الأربعاء حرفيا:"يتعين علينا ابلاغ السلطات إذا شاهدنا انتقال ثلاثة أشخاص إلى الجوار شكلهم غريب ويحاولون الابتعاد عن النظر أو ما شابه ويتحدثون اللغة العربية أو لغة أخرى لا نفهمها" وأوضح كورتينج في تصريحات أدلى بها امس لصحيفة "برلينر مورجن بوست" ، تصريحاته السابقة وقال :"ينطبق هذا الأمر أيضا على المسلمين في العاصمة فعلى من يسمع في مسجد لحوار مشتبه فيه ، ابلاغ السلطات على الفور". كانت الرابطة التركية في برلين براندنبورج قد انتقدت تصريحات كورتينج السابقة وأكدت أن جميع المواطنين لديهم مصلحة في وقف الإرهاب ولكن هذا لا يبرر تصريحات الوزير. وطالبت الرابطة الوزير المحلي بسحب هذه التصريحات. من جهة أخرى أكد رئيس الشرطة الاتحادية الألمانية ماتياس زيجر أن مخاطر الارهاب في بلاده صارت الآن أكبر من أي وقت مضى، وقال زيجر في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية واسعة الانتشار امس "كل السلطات الأمنية متفقة في تقدير الموقف بهذا الشكل" مشيرا إلى وجود أدلة مباشرة حول التخطيط لشن هجمات من قبل إسلاميين مسلحين خلال الأسابيع المقبلة، وأوضح زيجر أن ألمانيا تأتي في الوقت الحالي عند رقم 9 على مؤشر المخاطر الذي يحتوي على أرقام من 1 (لا يوجد مخاطر) إلى 10 ( خطورة واضحة). ونفى المسؤول الألماني في الوقت نفسه اتهام السلطات بنشر الفزع بين المواطنين مؤكدا أن هذا ليس هو الهدف وموضحا أن الشرطة الاتحادية مستعدة بشكل جيد وأن عناصر منها شاركت في تدريبات متخصصة خلال الأعوام الماضية تم فيها التدريب على كيفية التصدي للهجمات. وأوضح زيجر أن محطات القطارات والمطارات هي الأكثر عرضة للمخاطر كما لم يستبعد مخططا إرهابيا مثل الذي حدث في مومباي عام 2008 حيث اقتحم مسلحون محطة للقطارات في مومباي وفندقين وأطلقوا النيران بشكل عشوائي، وقال زيجر إن تكتيك تنظيم القاعدة في الأعوام الماضية يوضح أنهم يسعون في عملياتهم لقتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص.