إن الحياة مليئة بأشخاص حرموا من إحدى حواسهم الخمس، التي لا تقل إحداها أهمية عن الأخرى فتؤدي كل حاسة من هذه الحواس دورًا هامًا. فحرمان الشخص من إحداها يعوق مشوار حياته وأداء وظائفه في الحياة ولكن كرم الله عز وجل وقدرته ورحمته التي لا تضاهيها رحمة يمد هؤلاء الأشخاص ويعوضهم بقدرات ومهارات عديدة تعينهم على الحياة. فيعوض الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بنسبة ذكاء وصبر وقوة تحمل، إضافة إلى اتصافهم بقوة الإرادة والرغبة في التحدي لإثبات الذات، هذا في الغالب ولكن هناك أيضا أشخاصا فقدوا إحدى حواسهم فاستسلموا لليأس وعاشوا دون هدف، وأعتقد أن هؤلاء لم يجدوا حولهم من يشد أزرهم ويشجعهم ويدفعهم إلى الأمام. إن ضغوط الحياة ومشاغلها ومشكلاتها كثيرة ومتنوعة في كل جانب من جوانب الحياة ولكل شخص سواء كان في مقتبل العمر أو في وسطه أو حتى الأشخاص الذين وصلوا إلى سن التقاعد فكل فئة من هؤلاء تعاني مشكلة تختلف عن المشكلة التي يعانيها شخص آخر من الفئة الأخرى وهذه سنة الحياة وطبيعتها. فهناك من يشكو قلة الرزق وكل ما يتبع ذلك من صعوبات تعوق سير حياته، وآخر يشكو من عدم قدرته على تكملة دراسته بسبب ظروف خارجة عن إرادته حالت دون ذلك فيتألم من عدم قدرته على الحصول على عمل مناسب يكفل له تكوين أسرة وأبناء، وهناك أفراد في المجتمع حرمهم الله سبحانه وتعالى حاسة من حواسهم الخمس كنعمة البصر أو السمع أو غيرهما، ولكن عوضهم عنها أشياء أخرى كثيرة كالتعليم والعمل ولكن لا يزالون يعانون. يا ترى ما الذي يجب علينا عمله لنرضى ونعيش في سعادة نسبية وقناعة نفسية بما نحن فيه؟ أعتقد شخصيًا أن الإنسان في هذه الحياة كي يحصل على نسبة معقولة من السعادة يجب أن يتقبل ظروفه ويحاول أن يتكيف معها وتكون لديه قناعة بما كتب الله له، فلا يقارن نفسه بالغير فقد ينظر إلى شخص فتح الله له باب الرزق ولكن حرمه من الصحة وهدوء البال، وآخر موفق في حياته العلمية والعملية ولكنه محروم من إحدى حواسه الخمس التي تعد من أهم نعم الله على الإنسان، وآخرون يمتلكون كل هذه الأشياء ولكن يعيشون في أرق وقلق دائمين. ومما لا شك فيه أن تحقيق الآمال والوصول إلى ما تصبو إليه النفس يحتاج إلى كثير من العمل والمثابرة وتحمل الصعاب وعدم اليأس بل الانتظار والتحلي بالصبر لجني الثمار ولا يخيب الله سبحانه وتعالى آمال عباده فلكل مجتهد نصيب، أما الاستسلام لليأس والإحباط فيزيد الوضع سوءًا ويؤدي إلى الاكتئاب ومختلف الأمراض النفسية والعضوية، ومع مرور الأيام والشهور يجد الشخص نفسه وحيدًا تفرق الجميع من حوله بعد محاولات عديدة لمساعدته، فالشخص هو المنقذ الأول والأهم لنفسه وما الآخرون إلا مساعدون فقط وقد لا يجدهم في كثير من الأحيان. رسالة: المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية فرع المنطقة الغربية؛ هي مؤسسة حكومية عامة لها استقلاليتها الادارية والمالية كمؤسسة لها مركز رئيسي ولها مكاتب منتشرة بجميع مناطق المملكة ولدى هذه المؤسسة استراتيجيتها التي تقوم على تطبيق أنظمة التأمينات الاجتماعية ومتابعة التنفيذ وندرك أن هذا النظام يعد من صور التعاون والتكافل الاجتماعي وبالتأكيد يطبق هذا النظام على العاملين في القطاع الخاص وعلى من يعملون على بند الأجور في القطاع الحكومي حتى يتم توفير حياة كريمة بعد ترك العمل بسبب التقاعد او لا سمح الله العجز او غير ذلك. كل هذه المقدمة من أجل أن اقول ان مكتب التأمينات الاجتماعية فرع المنطقة الغربية يعد نموذجًا رائعا للإدارة الحديثة والمنظمة التى لا تحتاج الى واسطة حتى تنجز ماتريد، ثم انني اعتقد بل اجزم بأن موظفي هذا الفرع لديهم من الوعي ومن صور التعامل الانساني الراقي الشيء الكثير، وأقترح ان يكون هذا الفرع مركزًا للتدريب لكثير من الادارات التي تتغاضى عن الرؤية وتحتاج إلى أن تفيق من نومها العميق وتحتاج إلى من يتابع خطواتها على مدار اليوم.