( 1 ) حسنا فعل مركز رؤى الفلسطيني للدراسات والأبحاث حين بادر بدعوة 14 كاتبًا وباحثًا متخصصًا في الشؤون السياسية والاقتصادية والإستراتيجية والعسكرية، لتأليف كتاب (العدوان على غزة.. حرب الفرقان 2008 - 2009) مهمته توثيق أحداث العدوان على غزة نهاية العام 2008. الكتاب يتألف من 1253 صفحة يستعرض فيها بالتفاصيل الأحداث اليومية خلال العدوان الصهيوني على غزة، وما خلّفه من دمار. الكتاب أتى ليسد فراغًا كبيرًا في المكتبة الفلسطينية والعربية التي تكاد تخلو من مؤلفات توثيقية لجرائم العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، وباقي الشعوب العربية الأخرى. وهو ما دفع بإسماعيل هنية رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة، بالإشادة بالكتاب على أمل أن يكون المجهود الذي بذل من خلاله، فاتحة لمجهود مماثل يهتم بتوثيق القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى مرور كثير من الأحداث الهامة في تاريخ الشعب الفلسطيني دون اهتمام بتوثيق هذه الأحداث. أتمنى ألا تترك الدول العربية والجامعة العربية مهمة توثيق القضية الفلسطينية للمبادرات الفردية، كما هو حاصل الآن. التوثيق ليس مجرد ترف فكري، ولكنه عمل ضروري لصيانة الذاكرة، بل والمحافظة على وجودها. الأمة التي تفقد ذاكرتها هي أمة مؤهلة للانقراض بامتياز. ( 2 ) لم يعد أمام الإدارة الأمريكية أمام إصرار حكومة العدو الصهيوني على الاستمرار في عملية الاستيطان، سوى إعلان التذمر و(الأفأفة) و(مصمصة الشفايف). الحيزبونة الشقراء التي تشغل منصب وزيرة الخارجية بالإدارة الأمريكية هيلاري كلينتون، والتي تكفّلت بإصدار رد فعل يوضح الموقف الأمريكي من مواصلة عملية الاستيطان، لم يفتح الله عليها سوى بعبارة قصيرة قالت فيها: (إن مضي إسرائيل قُدُمًا في خطط توسيع الاستيطان سيكون له مردود سلبي على مفاوضات السلام). هكذا فقط.. لا تنديد، ولا غضب، ولا حتى لوم على طريقة الأحباب عندما يتعاتبون! إدارة أوباما أصبحت تنافس العرب في العجز والخضوع للإملاءات الإسرائيلية، متناسية تاريخًا طويلاً من الهيمنة الأمريكية على القرار الإسرائيلي. حتى كارتر الغلبان استطاع أن يضغط على مناحم بيغن في وقته، لإجباره على إتمام عملية التسوية مع السادات بشروط معقولة (من وجهة النظر الأمريكية). أعتقد أن إدارة أوباما هي أضعف إدارة أمريكية منذ الحرب العالمية الثانية.