أعلن وكيل وزارة الحج حاتم بن حسن قاضي نجاح خطط تصعيد الحجاج إلى مشعر منى وبدء تنفيذ التصعيد لعرفات بنجاح، مشيرًا إلى أنه تم الاستغناء عن 1500 باص بسبب تشغيل قطار المشاعر هذا العام لأول مرة، الذي يرفع من كفاءة النقل العام في المشاعر المقدسة. وطالب العاملين في خدمة الحجيج باستقبال الحجاج بالابتسامة لأنها تعكس شعار أبناء هذا الوطن الذين شرفهم الله بخدمة حجاج بيت الله الحرام. وأشار إلى أن نظام مؤسسات الطوافة الجديد في اللمسات الأخيرة لدى الجهات المختصة، وأنه سيتم تخصيص جوائز تقديرية لأفضل 5 بعثات حج و10 مكاتب تنفذ التفويج إلى الجمرات بكفاءة. وقال في حوار ل “المدينة”: إن قائد هذه المسيرة المباركة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يعيش في قلوبنا وقلوب جميع الحجاج في المشاعر المقدشة، ولا يمكن أن يغيب عن بالنا لحظة والجميع يرفعون أكف الضراعة إلى الله سائلين له السلامة والشفاء العاجل. وأوضح أن اتصالات رؤساء بعثات الحج لم تنقطع بعد إعلان الديوان المكي أن خادم الحرمين الشريفين تعرض لوعكة صحية ألزمته الراحة. وفيما يلي نص الحوار: * نود إلقاء الضوء حول الوضع العام في المشاعر المقدسة وقد نفذتم خطط التصعيد إلى منى وتستعدون ليوم عرفة ومن ثم النفرة من عرفة إلى مزدلفة وعودة الحجاج إلى منى ومكة؟ ** أولًا نحمد الله تعالى على ما تحقق من نجاح في جميع المراحل وأنا أتحدث معكم، وقد أكملنا جميع الجاهزية لأداء الحجاج نسكهم بالوقوف في عرفات اليوم إن شاء الله، ومن ثم نفرتهم حتى استقرارهم في منى وإكمال باقي المناسك من طواف الإفاضة والسعي وعودتهم إلى أوطانهم سالمين غانمين إن شاء الله، والتشييك على الجاهزية انتهينا منها مبكرًا قبل وصول الحجاج ونحن الآن نطبق أول حلقات الخطة التشغيلية التي اعتمدها وزير الحج، وبرامج استقبال الحجاج تسير سيرا طبيعيا، كما خطط له ووظفت توظيف أمثل وقد وقف قدوم الحجاج من الخارج يوم الخميس الماضي ونحن نرحب بإخواننا الحجاج ونشعر بالسعادة الغامرة أن الله تعالى أمدّ في أعمارنا لنواصل هذه المسيرة الكريمة لخدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسوله صلى الله عليه وسلم، وأنهينا برامج الاستقبال وننفذ برامج الرقابة على الخدمات التي تنفذها وزارة الحج بفرعيها في مكةالمكرمة والمدينة المنورة وتسير سيرا جيدا وتحقق معدلات طيبة، وهي تحفز العاملين في هذه الخدمة بأن يكون هناك ليس خدمة تؤدي وإنما جودة في الخدمة والوزارة منذ سنوات قريبة تبحث عن الجودة في الخدمة وهذا باهتمام من معالي وزير الحج لأنه يترجم توجيهات القيادة الرشيدة حفظها الله، وجاء دور الإتقان والإخلاص في أداء الواجب لا نؤدي هذا الدور فقط وإنما نؤديه ببراعة وابتسامة وشعور بالرضي وبامتنان لله سبحانه وتعالى أن مكنا وجعلنا خدمًا لحجاج بيت الله الحرام، وبهذه المناسة أرفع أسمى آيات الشكر والتقدير لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني الذي أنابه خادم الحرمين الشريفين للإشراف على الحج، ولا شك أن قائد هذه المسيرة المباركة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يعيش في قلوبنا وقلوب جميع الحجاج في المشاعر المقدشة ولا يمكن أن يغيب عن بالنا لحظة والجميع يرفعون أكف الضراعة إلى الله سائلين له السلامة والشفاء العاجل ولا عودة لممارسة مهامه والإشراف على الحجيج ميدانيًا كما هي عادته يحفظه الله، والحقيقة اتصالات رؤساء بعثات الحج والحاج والمواطنين لم تنقطع بعد إعلان الديوان المكي أن خادم الحرمين الشريفين يتعرض لوعكة صحية أزمته الراحة. قطار المشاعر * بعد دخول خدمة قطار المشاعر هذا العام لأول مرة في تاريخ الحج هل سيتم التقليل من الباصات التي كانت تشكل عوامل الازدحام وعرقلة حركة السير أحيانًا؟ ** سيكون هناك تخفيض لحوالى 1500 باص كانت تدخل المشاعر المقدسة بعوادمها وهذا يؤدي إلى تعكير صفو الجو، والقطار حُلُم ونقلة أراد الله سبحانه وتعالى أن يكتب ثوابه لقائد هذه المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولولاة الأمر أن يتحقق هذا الحلم، وهذا القطار أحدث نقلة عظيمة وكبيرة جدًا في خدمة الحجيج، لأنه ينقل الحاج بطريقة حلم وبسرعة شديدة يعني يصل الحجاج خلال سبع دقائق بين عرفة ومنى، وهذه نعمة يجب أن نشكر الله عليها والقطار سيرفع من كفاءة النقل هذا العام وموسم حج هذا العام سيشهد كفاءة عالية في النقل إن شاء الله، لأن وزارة الحج بفضل ما وفرته القيادة من دعم تمكنت بفضل الله من إنجاز مشروع الترددية الثالثة التي تخدم حجاج دول أفريقيا غير العربية وحجاج إيران، ونقل الترددية أيضًا كفاءته عالية جدًا ويحقق المقاصد الشرعية ووصلتنا العديد من خطابات الكرمن رؤساء بعثات الحج ومسؤولين الذين يشكرون الله أن نفذ هذا الخط الجديد لأنه كانت أمنية لهم وتحققت ولله الحمد على يد خادم الحرمين الشريفين الذي اعتمد المبالغ الكبيرة لإنشاء الخط لترددي الذي أصبح فيه أرعبة مسارات للذهاب وأربعة مسارات للعودة، وهذه نعمة يجب أن نشكر الله عليها والقطار والنقل الترددي سترفع من كفاءة النقل أثناء التصعيد إلى عرفات والنفرة من عرفات. * رفعت إمارة منطقة مكةالمكرمة للعام الثالث على التوالي شعار الحج عبادة وسلوك حضاري (ولا حج إلا بتصريح).. ماذا تقول عنه؟ ** لا شك أن هذه الحملة التوعوية التي يقودها سمو أمير منطقة مكةالمكرمة الحج عبادة وسلوك حضاري (ولا حج إلا بتصريح) رافد كبير تصب في معين التوعية بشكلها الكبير لما ينعكس عنه بتفادي الافتراش وعدم دخول مكةالمكرمة لمن لا يحمل تصريحا بالحج إذا كان ينوي الحج، حتى لا يجلب لنفسه التعب والمشقة ويؤذي الآخرين كذلك يمكن الحجاج من أداء نسكهم بيسر وسهولة ومرونة أكثر، وبصراحة لمسنا النتائج الإيجابية لهذه الحملة من عامها الأول وهذا ليس بغريب وقد خطط لها رائد الفكر العربي الأمير خالد الفيصل صاحب الإدارة والإرادة والعزيمة، وأتمنى أن تتواصل هذه الحملة لتصل لجميع دول العالم الإسلامي أن الحج عبادة وسلوك حضاري لأننا نحتاج إلى تعزيز هذه القيم والمفاهيم في نفوس الناس لنقول للعالم هذا هو الإسلام الحقيقي الذي يتعامل مع الجميع بالمساواة ويحترم الآخرين بغض النظر عن دينهم ولونهم، ورجاؤنا في الله سبحانه وتعالى وهو المنعم المتفضل أن يرزقنا جميعًا الإخلاص في جميع أعمالنا وأن يكون حج هذا العام من أميز المواسم التي مضت لما يملكه أبناء المملكة العربية السعودية من رصيد كبير في التعامل مع الحجاج الكرام وزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللجان الميدانية * كم عدد اللجان الميدانية التي تقوم بمراقبة الإسكان في مكة والمشاعر وهل تم ضبط مخالفات في إسكان الحجاج؟ ** الوزارة جندت أكثر من 120 فرقة تجوب كل أنحاء مكةالمكرمة وتتفقد أكثر من سبعة آلاف مسكن للحجاج وتأخذ عينات مختلفة والعينات التي تأخذها اليوم لا تأخذها غدًا وأحيانًا تقوم بعملية تشييك مكرر في اليوم للتأكد أن برامج النظافة على مساكن الحجاج تسير بكفاءة عالية والمصاعد الكهربائية سليمة وماء زمزم يصل لمساكن الحجاج ويشربونه يوميًا وسؤال الحجاج إذا كان لديهم أمور تضايقهم أو شكاوى وهناك رقم مجاني مفتوح لتلقي أي اقتراحات أو أي شكاوى للحجاج لأن المملكة الآن جميعها من قيادتها وجميع أفراد الشعب مجندون بفرح وبسرور لخدمة هؤلاء الحجاج الكرام ولا بد من عين الرقيب للتأكد من جانب وزارة الحج على أن البرامج التي أعدتها الوزارة والخطط التشغيلية في المؤسسات تسير وفق ما خطط له والخدمات تؤدي بكفاءة، وهناك حوافز وضعتها وزارة الحج، وقد اعتمد وزير الحج في هذا العام لأول مرة لجميع المؤسسات أن تكون هناك جائزة تقديرية لأفضل عشرة مكاتب من كل مؤسسة تؤدي برنامج التفويج من المخيمات إلى جسر الجمرات بكفاءة عالية ونأمل أن يكون هذا حافزا للجميع في الارتقاء بالخدمات، كما أعتمد وزير الحج جوائز تقديرية للبعثات لأن خطة التفويج لا تؤدي من طرف واحد تؤدي بجهود متضافرة من وزارة الحج والدفاع المدني والأمن العام وبعثات الحج، وتم اعتماد جوائز تقديرية لأفضل خمس بعثات حج تؤدي أداء جيدا يحقق الأهداف المرجوة من برنامج الحجاج على جسر الجمرات حتى إن شاء الله ننعم جميعًا بمعدلات سلامة عالية للحجاج أثناء توجههم للجمرات. * كيف تقيمون تجربة التوعية في الحج هذا العام؟ ** التوعية من حيث هي مفهوم كبير وعميق الجذور ويحتاج إلى ديمومة وهي استمرارية والتوعية أنا لا أحصرها وقت الحج وأغفلها بقية أيام السنة، لكن التوعية الناجحة التي تحقق المقاصد المرجوة هي التوعية بكل أبعادها نسكية بيئية اجتماعية وصحية وتوعية بتعليمات الدفاع المدني وإدارة الحشود البشرية والأمن العام أصبح مفهوم التوعية كبير ويحتاج إلى تضافر جهود وعناية من بلدان قدوم الحجاج، وهو ما يؤكده دائمًا معالي وزير الإعلام ويقول المثل المشهور (يد واحدة لا تصفق) ونحن من جانبنا في وزارة الحج والجهات المشاركة معنا نبذل جهودا كبيرة في مجال التوعية، لكن لا بد أن يحظى مفهوم التوعية بعناية خاصة من القائمين بشؤون الحجاج في بلدانهم، يجب أن يفهموا الرسالة التوعوية وأهدافها وجذورها ومراميها إذا تولدت القناعة عندهم فسوف يزرعوها فيمن بعدهم، والمشكلة أن التغييرات التي تحصل في بعثات الحج ما بين بعثة وأخرى في كل عام تجعلك كأنك تحرث من جديد مع كل بعثة عدا بعض البعثات التي هي محدودة جدًا لبعض الدول التي تعتني بقضية ومفهوم توعية الحجاج في بلدانهم مثل ماليزيا والأردن وهناك جهود مشكورة في مصر، لكن العديد من الدول لا تعتني العناية الكافية وهذا الأمر ينعكس حتى على راحة حجاجهم، وكما قال الله (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) وعندما تُوّعي الحاج بنفس لغة بلاده وعن طريق أئمة مساجدهم ووعاظهم ودعاتهم قبل قدومهم له بُعد أكثر، كيف تحذر الحجاج من الابتعاد عن الزحام والابتعاد عن التعرض لضربات الشمس وعدم حمل الأمتعة والحاج في طريقه للحرم الشريف أو جسر الجمرات والابتعاد عن كل ما يسيئ لإخوانه الحجاج، سلسلة من القضايا تحتاج إلى دراسات متعمقة وعناية. الالتزام بالتعليمات * من خلال الاجتماعات التي عقدت مع بعثات الحج منذ بداية العام، هل أكدتم على الحجاج بالالتزام بالتعليمات النظامية وعدم رفع الشعارات السياسية التي تخالف مقاصد الحج؟ ** هذا أمر مفروغ منه منذ سنوات وفي كل سنة نؤكد عليه ولذلك هذا الأمر غير الموجود أصلًا ولم يظهر لنا إطلاقًا لأن بعثات الحج تدرك تمامًا أن هناك محاسبة على أي تقصير أو أي خلل أو أي مخالفة لما سبق الاتفاق عليه، وهناك محاضر وقعها وزير الحج مع (75) دولة ونبه عليهم وهم في الحقيقة يشكرون على تعاونهم، والسواد الأعظم ملتزمون التزاما كاملا أنهم يريدون تكريس هذه الإيجابية والتعاون والإيجابيات دائمًا تقابل بمثلها والإحسان أيضًا يقابل بالإحسان ونحن نشكر لبعثات على تعاونهم في هذا الجانب ولم يثبت قط أن هناك أُناسا حاولوا اختراق هذه التعليمات، ومن يخترق هذه التعليمات هناك محاسبة يدركها ويعرف أن رفع أي شعار فهو إخلال بالنواحي الأمنية فلا يلومنّ إلا نفسه. * متى سيصدر نظام مؤسسات الطوافة الجديد وما أبرز ملامحه؟ ** أي هيكلة جديدة مرتقبة لا تكون وليدة يوم أو يومين وإنما هي مُحصلة الإيجابيات التي تحققت وتكررت في السنوات ونتطلع إن شاء الله أن تكون هناك هيكلة جديدة للمؤسسات، وهي الآن في اللمسات الأخيرة لدى الجهات المختصة لكن هناك لجانا اجتمعت في رحاب وزارة الداخلية وشكلت برئاسة وكيل وزارة الداخلية لشؤون المناطق وشارك فيه عدد من وكلاء الوزارات منذ سنة وأكثر ووضعت على الطاولة مناقشة الكثير من الإيجابيات التي تحققت في الماضي وأتصور إن شاء الله إذا صدرت في ثوبها الجديد أول المؤسسات أصبح لها سند نظامي والهيكلة ستكون تكريسا للإيجابيات التي تحققت في الماضي وستكون وسيلة جيدة لتحقيق المزيد من الارتقاء لخدمات ضيوف الرحمن بما يكفل حقوق الحجاج في المقام الأول ثم من يخدم الحجاج وتعلم أن هذه الأمور الخدمية تحتاج إلى تقويم ودراسات بصفة مستمرة لظهور مستجدات كثيرة خصوصًا مستجدات عالم التقنية تجعل هناك أمورا كثيرة يعاد النظر فيها بين وقت وآخر، وإنما التباشير تدل على خير والإيجابيات إن شاء الله تقود إلى إيجابيات وإن شاء الله كما ذكر معالي وزير الحج الدكتور فؤاد فارسي أنه ستكون هناك إيضاحات كافية لملامح هذه الهيكلة بعد اعتمادها من أصحاب القرار لكني أؤكد أنها درست بعمق شديد شديد وإن شاء الله يرى منها الخير الكثير لكنها تعتمد بعد الله سبحانه وتعالى على الجودة وعلى الاتقان والأداء. * ما رسالتكم لرؤساء مؤسسات الطوافة والعاملين في خدمة ضيوف الرحمن؟ ** أوصي نفسي وأوصي زملائي العاملين في كل قطاعات الحج ووزارة الحج بصورة خاصة في مؤسسات وشركات نقل الحجاج والمكاتب الميدانية بأن يجعلوا الله تعالى نصب أعينهم وأن يكرسوا الإيجابيات التي تحققت في الأعوام الماضية بالمزيد من الارتقاء بخدمة الحجاج والابتسامة في وجه الحاج وقضاء حوائج الحجاج عبادة قبل أن تكون واجبًا، لأن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين كل ما تقدمه للحجاج إنما هو قربة يتقربون بها إلى الله، آلاف المليارات التي أنفقت على الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة إنما هي بداية قربة إلى الله ولذلك كل ما يقدم للحجاج والعمار والزوار يدفع الله به عن المملكة العربية السعودية وأهلها أي سوء ويزيد من لطفه الخفي بهم فأوصيهم جميعًا بتقوى الله سبحانه وتعالى وبالحرص على أن يكون الحاج أمانة في أعناقنا وأن يعود الحجاج إلى أوطانهم بعد أداء مناسك الحج وهم يحملون معهم أطيب الذكريات بما يلاقونه من مكارم الأخلاق لأبناء هذا البلد المقدس الذي أكرمه الله سبحانه وتعالى بخدمة الحجاج والعمار والزوار.