بلهجة الواثق بحفظ الله وفضله، تحدّث سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز -بصفته المسؤول الأول عن الأمن في هذه البلاد الغالية- عن احتفاء المملكة بضيوفها الكرام القادمين إليها من خارج البلاد لأداء الركن الخامس، وبأبنائها، والمقيمين فيها، الذين يؤدّون الفريضة الخالدة لأول مرة، أو لمرات أُخر. وكما هو المعتاد، فقد حرص سمو الأمير على إرجاع الفضل أولاً إلى الحفيظ العليم، الذي أطعم هذه البلاد من جوع وآمنها من خوف، ورد كيد المعتدين على حرماتها إلى نحورهم، فلم يحقق لهم غاية، ولم يرفع -ولن يرفع- لهم راية. أولئك الذين يريدون في الأرض فسادًا، ويريدونها عبثًا واعوجاجًا.. لن يصلح الله لهم عملاً. وستكون قوى الأمن في هذه البلاد لهم بالمرصاد، ظاهرين عليهم بحول الله وقوته وعونه. وعلى مدى 60 عامًا وأكثر، تبذل قوى الأمن المختلفة كل عام قصارى جهدها؛ لينعم كل حاج بأمن موفور، يحقق له إقامة الشعائر، وأداء المناسك، واستكمال الأركان والواجبات في أجواء آمنة. وإذا خلا ذهن العابد من قلق يهدد أمنه، أو خوف على صحبه، فإنه بذلك يتفرّغ للنسك يؤدّيها برضا واطمئنان، مع كل ما يشوبها من مشقة، فهو في نهاية المطاف يدرك حجم القادم من متاعب الجسد المرتبطة بالحج، لكنه لا يتوقع في المقابل إلاّ أمنًا يحيط به من كل الجوانب، وهو ما تضمنه -بفضل الله- حكومة هذه البلاد، وتبذل في سبيله كل غالٍ ونفيس. وفي هذا العام، وفّرت المملكة لقوات الأمن آليات جديدة حديثة، وطائرات عمودية متقدمة، وأجهزة اتصال متطوّرة، إضافة إلى تدريب متقن، واستعداد محكم، فلم تبخل بعددٍ ولا عدّة، ولا تدريب ولا تجهيز. أمّا أولئك الذين يحاولون العبث بالأمن في هذه القدسية المضاعفة من الزمان والمكان، فلهم من الله خزي في الدنيا، وعذاب في الآخرة... ذلك أنهم يدركون حجم ما يقدمون عليه من أذى يلحق بضيوف الرحمن، ومن رعب ينشرونه في أطهر البقاع وأحبها إلى الله، لكنه الغي، والهوى، والضلال، والانحراف، أجارنا الله منها جميعًا. اللهم احفظ هذه البلاد، وأدم عليها أمنك، وفضلك، ورزقك الواسع.