تظل سيرة الدكتور محمد عبده يماني – يرحمه الله – حية في القلوب ماثلة وكأنه بيننا حتى وإن رحل، فهو منذ طفولته ومن بداية مراحل دراسته في مدارس الفلاح بمكة المكرمة ونجاحات تفوقه تسبق مستقبل أيامه، وهكذا إلى أن تميز كطالب جامعي فأستاذًا جامعيًا فوزيرًا وسمعته العطرة غطت أرجاء الوطن بما امتاز به من حنكة إدارية وحسن خلق وطيبة نفس. فالوزارة التي تقلد مهامها لم تكن تشغل باله عن تفقد أحوال الناس وبخاصة ابناء الحي الذي ترعرع في أحضانه حي المسفلة بمكة المكرمة، فلقد كان يغدق ويرسل الإعانات المالية لأبيه يرحمه الله لتوزع على الفقراء والأرامل والمساكين، مع تخصيص رواتب شهرية للأسر شديدة الحاجة. وفي خضم أعمال الوزارة، كان يقتطع من وقت راحته بما يفي لتلبية مطالب الأعداد الكبيرة التي كانت تفد لمقابلته طلبًا للمساعدة والرأي والمشورة من أي جهة حكومية أو أهلية خاصة. وهكذا كان ديدنه إنسانًا بكل ما تحمل معاني الإنسانية، أوقف حياته طواعية، لخدمة دينه ووطنه والمجتمع بأسره، مقدامًا شهمًا لا يتردد عن المشاركة في أي مجال يُطلب منه، دائم الحضور ثقافيًا وإعلاميًا واجتماعيًا. له إسهامات جمة وبفاعلية مؤثرة في خدمة جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، وجمعيات المرضى، ودور الرعاية الاجتماعية للعجزة والمسنين، ودور التربية الاجتماعية للأيتام، وجمعيات مساعدة الفقراء والمساكين ومؤسسات ذوي الاحتياجات الخاصة والمعوقين ومدارس تعليم الجاليات الإسلامية ونشاطات إنسانية واجتماعية لا حصر لها بل وحتى في مجال الرياضة كانت له اليد الطولى في خدمة الشباب عامة ونادي الوحدة خاصة فلم يعهد النادي طيلة مسيرة تاريخه رئيسًا لأعضاء الشرف كمثل الرعاية الكريمة التي حظى بها من لدن الدكتور محمد عبده يماني يرحمه الله آخرها تكريمه لرئيس وأعضاء مجلس الإدارة وأعضاء الشرف قبل شهر تقريبًا، واجتماعه مع بعض أعضاء اللجنة التنفيذية قبل أيام لمناقشة الخطوط الاستراتيجية المستقبلية لنادي الوحدة. رحم الله أبا ياسر، فأقل ما يستحقه من تقدير وعرفانًا ووفاءً تخليد ذكراه بتسمية معلم من المعالم الحضارية أو الثقافية أو الاجتماعية باسمه تخليدًا يليق بشمولية إنسانيته التي غطت أرجاء البلاد.