أدلى الناخبون الاردنيون أمس بأصواتهم في انتخابات تشريعية مبكرة تجري وسط مقاطعة المعارضة الاسلامية وتحت انظار حوالى 250 مراقبا اجنبيا في سابقة من نوعها في تاريخ المملكة. ودعي حوالى 2,5 مليون شخص للتوجه الى صناديق الاقتراع ال4220 في عموم محافظات الأردن لاختيار اعضاء مجلسهم النيابي السادس عشر، ويشارك في الانتخابات نحو 763 مرشحا، بينهم 134 نساء، يتنافسون على 120 مقعدا. ومن بين المرشحين 97 نائبا من المجلس النيابي السابق. وسيحصل مسيحيو الاردن على تسعة مقاعد والشركس على ثلاثة مقاعد والنساء على 12 مقعدا ضمن كوتا انتخابية. واغلب المرشحين موالون للدولة وينتمون الى العشائر الكبرى بالاضافة الى مستقلين ورجال اعمال مع وجود معارضة مبعثرة. ويتنافس هؤلاء المرشحون على اصوات الناخبين في الاقتراع الذي يجري بحضور نحو ثلاثة آلاف مراقب محلي و250 مراقبا اجنبيا. وهي المرة الاولى في تاريخ المملكة يتم السماح فيها بحضور مراقبين اجانب وذلك بهدف دحض اتهامات التزوير. وقال وزير الداخلية نايف القاضي في مؤتمر صحافي : إن "مراكز الاقبال تشهد اقبالا جيدا من قبل المواطنين"، مشيرا الى ان "نسبة الاقتراع العام وصلت في بعض المحافظات الى اكثر من 20%"، متوقعا ان "تشهد الساعات القادمة اقبالا متزايدا". وفي منطقة الرابية غربي عمان حيث تم تخصيص مدارس لتكون مراكز اقتراع، وقف ممثلون عن مرشحين على ابواب مراكز الاقتراع وهم يحاولون اقناع الناخبين بالتصويت لمرشحيهم، وحمل ناخبون هوياتهم الشخصية بايديهم حيث يقوم مسؤولو مراكز الاقتراع بالتدقيق فيها والتأكد من وجود اسمائهم في سجل الناخبين قبل ان يدلوا باصواتهم. وامنيا، ألقت الاجهزة الامنية القبض على 30 شابا في محافظة مأدبا (32 كلم جنوب) بحوزتهم سكاكين عند محاولتهم الاقتراب من احد مراكز الاقتراع، كما افاد محمد الخطيب المتحدث باسم مديرية الامن العام، واضاف المصدر ذاته ان الاجهزة الامنية القت القبض على سائق مخمور دخل بسيارته الى احد مراكز الاقتراع في عمان ما أدى الى اصابة شخصين نقلا على اثرها للمستشفى. وضاعفت الحكومة في الآونة الاخيرة دعواتها للمواطنين للمشاركة في الانتخابات وتعهدت باجراء انتخابات نزيهة وشفافة وشددت على فرض عقوبة على المتورطين بعمليات "شراء الاصوات" بحبس الراشي سبع سنوات والمرتشي ثلاث سنوات. وكان رئيس الوزراء سمير الرفاعي من بين الذين ادلوا باصواتهم عند فتح مراكز الاقتراع في الدائرة الانتخابية الثالثة في جبل الحسين في عمان، وقال الرفاعي في تصريحات للصحافيين ان "هذا اليوم لن ينساه أي اردني او اردنية، لقد تم اختيار هذا اليوم كرسالة لأن الأردن صخرة منيعة تتكسر عليها كل المؤامرات وأي شخص وأي جهة تعتقد بان الاردن ضعيف هذه رسالة لهم بان الاردن قوي". واأعرب الرفاعي عن أمله في ان "يمثل المجلس النيابي القادم جميع الاردنيين والاردنيات ويبدأ صفحة جديدة من البناء على ما تم بناؤه وانجازه"، وحول مقاطعة الاسلاميين الانتخابات، قال ان "عدم ممارسة الحق الدستوري هذا حق لهم وهم اصحاب القرار فيه". وقاطعت الحركة الاسلامية، ممثلة بحزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن وابرز احزاب المعارضة، الانتخابات باعتبار ان الحكومة "لم تقدم ضمانات لنزاهتها" بعد ما حدث من "تزوير" في انتخابات 2007، ورغم قرار المقاطعة يشارك سبعة مرشحين مستقلين من الحركة الاسلامية في هذه الانتخابات، جمدت عضويتهم في حزبهم، وهم معرضون للطرد.