قال تربيون في الباحة أمس أن الأمن الفكري لا يهدف لضرب الصحوة، كما يزعم البعض معربين عن اسفهم الشديد لعدم تشكل هوية الوطن لدى من يرون إلغاء الحدود وتمزيق جوازات السفر. وحذروا في الوقت ذاته من الأفكار الضالة ومنظريها معربين عن اسفهم لإسقاط بعض التربويين أفكارهم في المناهج وتحوير المقرر الدراسي ليتماشى مع فكرة غير مؤصلة تأصيلًا شرعيًا من علماء الأمة المعتدّ بقولهم، جاء ذلك خلال انطلاق دورة الأمن الفكري وأثر المعلم والمعلمة في تحقيقه في المؤسسات التربوية، التي تقيمها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في رحاب المعهد العلمي بالباحة، وتستمر فعالياتها لمدة ثلاثة أيام، وتكامل توافق المشاركين في ورشة عمل اليوم الأول على أهمية الوطن في حياة الشعوب ودور المؤسسات التربوية في غرس قيم المواطنة، مجمعين على استيعابهم لمفهوم الأمن الفكري، ومسلّمين بمفرداته. وأبدى مدير عام الإدارة العامة للإشراف التربوي في جامعة الإمام الدكتور عزام الشويعر في ورقة قدمها ضمن فعاليات افتتاح دورة الأمن الفكري دهشته من نظر البعض إلى الوطن باعتباره خطًا أحمر، وقال ان الوطن لم يتشكل في أذهان من يرون إلغاء الحدود، وتمزيق جوازات السفر، محذرًا من خطورة أفكار منظري الفئة الضالة المتصيدين للشبان المتحمسين من خلال النت وبعض المنابر. ووصف الفئة الضالة بالمنحرفة فكريًا والقادرة على اقتناص الأتباع من خلال ما يتاح لهم من وسائل. .وعاب الشويعر على بعض المعلمين والمعلمات تحولهم إلى أبواق لبث الشائعات وترويج التلفيقات، محذّرًا من خطورة إسقاط بعض التربويين أفكارهم في المناهج وتحوير المقرر الدراسي ليتماشى مع فكرة غير مؤصلة تأصيلًا شرعيًا من علماء الأمة المعتدّ بقولهم، وأكد أن السمع والطاعة من لوازم استقرار الدول وحماية الشعوب وتجنب الفتنة، مستعيدًا تاريخ الصحابة حين خرجوا على السمع والطاعة فانشقت العصا وحلت الفرقة ووقعت الفتنة وظهر الخوارج. وتناول مستشار مدير جامعة الإمام الدكتور إبراهيم بن محمد الميمن في ورقته وسائل تحقيق الأمن الفكري محمّلًا حملة الفكر المتطرف مسؤولية ما ينتهجون من أساليب وطرق لاستدراج المجتمع عمومًا والشباب على وجه الخصوص وتجنيدهم في هذه المتاهات الفكرية، وأكد أن الأفكار والمنطلقات والمبادئ التي نتج عنها الانحراف الفكري الذي نعانيه ليس وليد اليوم والأمس، وإنما هو نتاج عمل طويل، وجهد غير مبارك استهدف به أمن هذه البلاد ووحدتها، مشيرًا إلى أنه رغم التحذيرات والجهود، التي بذلت على صور شتى من بيان الحكم الشرعي المؤصل بنصوص الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة، إلى إقامة الندوات والمحاضرات، ونشر الوعي للتحذير من هذه المسالك المنحرفة، والتصرفات المنكرة إلا أن الصور تتكرر والأحداث تتوالى والمشاهد تعيد نفسها.