تجدهم يسيرون في أرجاء معرض إكسبو وبشعارات متعددة الألوان والأشكال معلقة على ملابسهم، فزائروا إكسبو شانغهاي 2010 والعاملين فيه لا يختلفون في حرصهم على اقتناء ذكريات تواجدهم فيه عن أمثالهم من المشاركين في التجمعات الدولية مثل كأس العالم أو الألومبياد. ومن خلال هذه الفكرة يقومون بجمع مقتنيات رمزية متعددة الأصناف والأشكال وخاصة التي تحمل شعار الإكسبو والذي يطلق عليه مسمى «هايباو»، وهو شعار استوحاه مصممه من قطرة ماء زرقاء اللون. في الجناح السعودي تجد هذا الشعار يرتدي شماغاً أحمر وقد صنع منه مؤخراً الجناح السعودي شعارات صغيرة ليتم توزيعها أيضاً على زائريه. من المقتنيات الأخرى التي يحرص المشاركون على اقتنائها شعارات الأجنحة المشاركة لأن معظمها لا تباع في الأسواق ويتم توزيعها بأعداد محدودة على بعض زوار وضيوف تلك الأجنحة. ومن تلك الشعارات التي يحرص زوار أكسبو على اقتنائها شعار الجناح السعودي، فإضافة إلى نحو 25 ألف زائر يصلون إلى الجناح السعودي المشارك في إكسبو شانغهاي 2010 لزيارته يومياً ومشاهدة عرضه السينمائي، فإن بعضاً منهم يأتي أيضاً بغرض الحصول على الشعار الذي يوزعه الجناح وهو عبارة عن العلم السعودي يجاوره العلم الصيني. وإذا تعذر عليهم الحصول على الشعار من الجناح مباشرة خلال الزيارة، فإنهم قد يلجؤون لأي زائر آخر يجدون الشعار معلقاً على ملابسه لمبادلته بشعار مختلف حصلوا عليه من جناح آخر. ومعظم الأجنحة المشاركة في إكسبو شانغهاي 2010 تقدم شعارات مميزة صغيرة الحجم من أشكال وتصميمات متعددة تحمل معظمها علم بلدها إلى جانب العلم الصيني، البلد المضيف للإكسبو، أو تحمل تصميم جناحها المشارك كهدية تذكارية يمكن لزائري تلك الأجنحة الاحتفاظ بها وتعليقها على ملابسهم. وقد أصبح تجميع تلك الشعارات من الظواهر الملفتة بين مرتادي المعرض من زواره والعاملين داخل ساحات إكسبو، والتنافس على اقتناء أكبر عدد ممكن منها سمة كل من انضم إلى تلك الفئة من الناس. وحيث أن أعداد الشعارات التي توزعها الأجنحة عادة ما تكون محدودة العدد، يقوم الزائرين، في سبيل الحصول على الشعارات المفضلة لديهم، بتبادل الشعارات بينهم في محاولة تجميع أكبر عدد ممكن من التي يفضلون الحصول عليها. وليس من الغريب في إكسبو شانغهاي، أن يقوم أحد الزائرين بإيقاف آخر في شوارع المعرض وسؤاله عن مبادلة بين شعار يحمله بشعار آخر لديه. فقد أصبحت تلك الشعارات مثل العملة التي يمكن تداولها. أحمد الزنيدي، من أمانة منطقة الرياض، ويعمل في الجناح السعودي، يقول: إن أهم شيء بالنسبة له في موضوع تجميع الشعارات هو أنها تساعد على تنمية العلاقات الإنسانية داخل معرض إكسبو وكسر الجليد بين المهتمين وفتح بوابات الحديث والتعارف بينهم. الزنيدي الذي يحضر أول معرض دولي بدأ تجميع الشعارات منذ وصوله عندما بدأ الزوار يطلبون منه استبدال الشعار السعودي الذي كان يحمله بما لديهم من شعارات. ويقول الزنيدي الذي لا تفارق الابتسامة البشوشة وجهه: «تعلمت أسماء دول جديدة لم أكن أعرفها، وأشكال أعلامها، وتعرفت من خلال هذه الشعارات على أعداد كبيرة من الأصدقاء.» اما مدعث محمد العاصمي، وهو أحد الموسيقيين في جناح دولة قطر ، فيقول :»بحكم عملي الموسيقي، تتاح لي الفرصة للمشاركة في كثير من المهرجانات الدولية، وقد بدأت أجمع هذه الشعارات منذ ثمان سنوات خلال مهرجان في مصر». ويفضل مدعث الذي يجمع نحو خمسة شعارات يومياً من خلال الاستبدال أنه يفضل جمع أعلام الدول على غيرها من الشعارات، وقد جمع منها في إكسبو شانغهاي حتى وقت هذا اللقاء نحو 220 شعاراً. ويقول مدعث أن لديه نحو 2500 شعار من خلال مشاركاته المتعددة. وبخلاف القيمة المعنوية لجمع الشعارات، فإن مدعث يقول إن لها قيمة معلوماتية بحيث أنه بات يميز الأعلام الوطنية لمعظم دول العالم. أما مدرب فرقة جمعية الثقافة والفنون خالد الجمالي، والذي يجمع هذه الشعارات أيضاً فيقول: «تعتبر هذه الشعارات تذكارا لمشاركتي في إكسبو شانغهاي 2010 وإضافة إلى حصيلة ما جمعته من ذكريات في مشاركات سابقة مثل إكسبو سارغوسا 2008 وغيرها من المشاركات مثل مهرجان دول العالم الأوروبي والعربي الذي أقيم في بلجيكا في 2008 والتي تبلغ نحو 120 علم دولة بالإضافة إلى 72 شعارا لمهرجانات مختلفة». وقد جمع خالد في هذه المرة نحو 30 علم دولة و25 شعارا من شعارات الإكسبو، ويضيف أنه يحصل عليها من خلال زياراته لأجنحة الدول المشاركة، أو من خلال شراء بعضها التي تباع وأخرى حصل عليها عن طريق استبدالها من زملاء من باقي أجنحة إكسبو.