تراجع في حركة الشراء، هدوء بمنافذ البيع، لوحات للإيجار على واجهة المحلات، هذه هي حال اسواق الذهب في جدة كما رصدتها جولة “المدينة” في احد المراكز المتخصصة لبيع الذهب والمجوهرات، ما لخصته الاسطر السابقة ليس من نسيج الخيال بل كان ما اكده العاملون في سوق الذهب بجدة، مشيرين إلى ان بعض الشركات الكبرى اختارت اغلاق بعض فروعها، وتسريح بعض من عمالتها تفاديا لسيل الخسائر التي يتعرضون لها بسبب ارتفاع اسعار الذهب. ولفت المعاملون في هذا القطاع إلى ان حركة البيع والشراء تراجعت بشكل كبير، لاسيما في هذا التوقيت الذي كان السوق يشهد حركة نشطة بسبب قدوم موسم الحج الذي يعمل على انتعاش البيع والشراء. واضافوا: هناك عزوف ملحوظ من المشترين بسبب الاسعار، وهو ما انعكس بشكل مباشر على اسواق الذهب، مؤكدين ان ارتفاع الاسعار لليوم “امس” بلغ 20 دولارا عن اسعار امس. عبدالله محمد سميط المدير التنفيذي لاحدى الشركات الكبرى المصنعة والمستوردة للذهب، يقول : إن سعر اونصة الذهب من سويسرا ودبي أصبح سعرها في المتوسط 1370دولارا، أي أن سعر الكيلو قد قفز إلي 162الف و700ريال، بعد أن كان متوسط سعر الاونصة قبل احداث 11سبتمبر ب1270دولار، أي ما يعادل 132الف و500ريال للكيلو، فالأسعار متأرجحة ولم تثبت عن حد معين. واضاف: وصل أعلى ارتفاع للذهب قبل أسبوعين إلي 1386دولارا للاونصة، وانخفض الي 1316دولارا ، ومن ثم وصل اليوم مع بداية افتتاح السوق إلى 1347دولارا ، بعد أن أغلق يوم الجمعة على 1326دولار أي ارتفع خلال يوم واحد 20دولار. وعن تأثيرات ارتفاع اسعار الذهب عالميا على السوق المحلية يقول سميط: لاحظنا تراجعا في الطلب من قبل المستهلك، والتاجر والشاهد على ذلك أن هناك شركات كبرى للبيع بالتجزئة ، قللت عدد فروعها فمثلا بعض الشركات التي لديها اربعة فروع، اغلقت نصف ما تملكه ، وتمارس عملها من خلال فرعين فقط، بالاضافة إلى انها قامت بتسريح بعض موظفيها تفاديا لنزيف الخسائر الذي تتعرض له بسبب ارتفاع الاسعار ، والركود الذي يعاني منه السوق. محمد المصعبي مدير فرع شركة شهيرة في جدة، يقول : ان هناك تراجعا ملحوظا في مبيعات الذهب فالمستهلكون يعزوفون عن الشراء بسبب الارتفاع الكبير للاسعار، مشيرا إلى ان البائعين في المحلات اصبحوا يفضلون “التبديل” عن الشراء بسبب تراجع السيولة. وقال: الكثير من الشركات العاملة في السوق اغلقت فروعها بسبب تراجع المبيعات. صالح محسن مدير فرع لبيع الذهب يقول: أن العرض متوفر لكن الطلب شبه متوقف، إذ اقتصر الطلب على الجرامات الخفيفة «النواعم» من الخواتيم والبناجر التي تزن 5جرامات، اما مقاس 28جرام فالطلب عليها متوقف تماما اما بالنسبة للسلاسل فمقاساتها مفتوحة، من جرامين وحتى 60 جراما، وهذا ما يجعلها المفضلة لدى البعض لتفاوت الأسعار. ولم يختلف وضع أسواق الذهب في المنطقة الشرقية عما تعانيه أسواق الغربية، إذ كشف عبداللطيف النمر رئيس لجنة الذهب بغرفة الشرقية في مؤتمر صحفي “المدينة العدد 17351” ان العديد من مصانع الذهب وورش المصوغات أغلقت خلال السنوات الثلاث الماضية وصلت إلى 85 في المائة، مشيرًا إلى أن المصانع العاملة في الوقت الراهن لا تتجاوز 15 مصنعا وورشة من إجمالي 85، مشيرًا إلى أن المستثمرين في صناعة الذهب اتجهوا إلى تسييل المشغولات الذهبية والاتجاه نحو الاستثمار العقاري.