تواصل أسعار الشعير ارتفاعاتها وسط تخوف وتوقعات مربي الماشية من انعكاسات تلك الارتفاعات على أسعار المواشي، لا سيما مع دخول فصل الشتاء، وموسم العيد الذي يزداد الاقبال فيه على شراء الاغنام. ووصل كيس الشعير في أسواق الباحة إلى 55 ريالا حسب متعاملين في السوق وأصحاب أغنام. ويتخوف مربو الماشية من ارتفاع الاسعار مع دخول موسم الشتاء، وكذلك دخول موسم عيد الأضحى، إذ تشهد الفترة الحالية ارتفاعات متتالية في أسعار الشعير، والأنواع الأخرى من الأعلاف المستخدمة كأطعمة رئيسة للحيوانات، وطالب عدد من المواطنين من مربي وتسمين الأغنام والأبقار وهواة الطيور وغيرها من الحيوانات بتدخل وزارة التجارة لوقف هذه الزيادات المتتالية. وصاحب ارتفاع سعر الشعير ارتفاعًا في أسعار الأعلاف الأخرى مثل البرسيم والتبن المكعب، مما عمل على الحد من عمليات البيع والشراء في الباحة، إذ خلا السوق من المشترين والباعة في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة لضبط عمليات بيع الشعير. واستغرب عدد من مربي الماشية من هذا الارتفاع المتدرج وسط أجواء من القلق والترقب من ارتفاعات مستمرة قد تصل إلى أرقام ضخمة لا يستطيعون التكيف معها، مما يؤثر سلبًا على تجارة الاغنام حيث سيعزف عدد كبير عن تربية وتسمين الماشية على اعتبار أن ارتفاع الأعلاف سيؤدي إلى خسائر لن يستطيع مربو الماشية مقاومتها. ويقول أحمد الغامدي: إن الشعير والأعلاف تشهد ارتفاع متدرجا، إذ إن سعر البيع يخضع لمزاجية بعض التجار ومتعهدي البيع، مشيرًا إلى أنه ليس من المعقول أن يرتفع سعر الشعير خلال أيام، حتى يصل إلى 55 ريالا، وأضاف: حاولت الشراء من أحد المتعهدين، وأفادني أن سعر البيع أصبح 55 ريالًا للكيس، وهذا أجبرني على اللجوء إلى بدائل أخرى من الأعلاف. أما فهد علي فيقول: هناك تلاعب من قبل بعض التجار ومتعهدي التوزيع، إذ يعمد البعض على تجفيف السوق ومن ثم رفع الأسعار، مؤكدًا أن السوق ربما ينتظره مستقبل مجهول مع هذه الارتفاعات، حيث يتوقع الكثيرون وصولها إلى أكثر من 60 ريالًا للكيس الواحد، وهذا ما سيحصل في ظل عدم وجود رقابة من قبل الجهات المعنية، فالبيع هنا هو حسب مزاجية المتعهد والكل متخوف من تفاوت الأسعار. ويتساءل سعيد الهتاني كيف نوفر الأعلاف لمواشينا التي أصبحت هزيلة بسبب تقليل كمية العلف اليومي لها؟ ويقول صالح الكناني: نحن كمربي ماشية نطالب بفرض الرقابة على سوق الاعلاف وعمليات البيع وإجبار المتعهدين على البيع بالسعر الرسمي، ومنع عمليات التخزين التي ستؤدي لقلة المعروض في السوق، وبالتالي ارتفاع السعر بشكل كبير. وطالب نايف الغامدي الجهات المعنية بمتابعة السوق، وضبط عملية بيع وشراء الأعلاف في الأسواق، وعدم ترك السوق يعاني العشوائية في عملية التسعير، وألا يكون لبعض التجار والمتعهدين حرية التحكم بالأسعار، الذين يتضح بين فترة وأخرى طمعهم وعدم مبالاتهم بأي أمر آخر سوى جمع المال بأي طريقة دون النظر للأضرار التي تلحق بمربي الماشية وانعكاسات ذلك على أكبر سوق ماشية.في إطار ذي صلة، يتوقع متعاملون في السوق، أن تشهد أسعار الماشية ارتفاعًا متوقعًا، نظرًا لحلول عيد الأضحى، حيث سيحدث ارتفاع اسعار الشعير والاعلاف إلى ارتفاع في اسعار بيع الاغنام إلى أضعاف ما يباع هذه الأيام، نظرًا للإقبال على شراء الاغنام خلال عيد الاضحى.
**** التجارة: شح المعروض يرفع أسعار الشعير قال مدير فرع وزارة التجارة والصناعة بمنطقة المدينةالمنورة خالد قمقمجي إن سبب ارتفاع أسعار الشعير كان الشح العالمي في المعروض، الذي تابعه ارتفاع في الطلب خصوصا بعد الكوارث التي حصلت في بعض الدول المصدرة مثل روسيا. وأشار قمقمجي إلى أن وزارة التجارة ووزارة الزراعة تقومان بتشكيل لجان يوميا لمراقبة أسعار الشعير على ألا تزيد على 48 إلى 50 ريالًا حسب نوعية الشعير وجودته، ومن يجد أسعارًا أكثر من ذلك فعليه أن يتقدم بشكوى رسمية إلى وزارة التجارة عن طريق رقم الهاتف المجاني رقم 048151400 أو الموقع الالكتروني أو عن طريق الحضور شخصيا إلى فرع الوزارة في المكان الذي تتواجد فيه المخالفة. ولفت إلى أنه غير راضٍ عن تلك الأسعار ويعدها أسعارًا غير طبيعية ولكن اعتبرها زيادة غير مبالغ فيها في ظل شح المعروض وارتفاع الطلب وقال: بدأت وزارة التجارة بالتعاون مع وزارة الزراعة بدراسة تنص على مشكلات العرض والطلب في الشعير والتوجه إلى الاستيراد من دول أخرى بمثابة بدائل لمعالجة شح المعروض لتقل الأسعار وتعود طبيعيا إلى ما كانت عليه سابقا بعد توفر المعروض، ولم تحدد بعد تلك الدول المصدرة وستحددها وزارة الزراعة.