كشف رئيس مجلس الغرف السعودية صالح كامل أن التعاون الاقتصادي الذي تسعى من خلاله فعاليات مؤتمر الاستثمار الخليجي الإفريقي 2010م، والمزمع إقامته في ديسمبر المقبل، وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، هو تكوين كيانات اقتصادية ضخمة ونواة لتحقيق حلم السوق الإسلامية المشتركة.واعتبر كامل المؤتمر الذي يعقد على مدى يومين خطوة سليمة على الطريق الصحيح نحو التكامل الإقليمي بين كتلتين مجاورتين ومهمتين هما الكتلة الخليجية وكتلة إفريقيا جنوب الصحراء. موضحًا أن مجلس الغرف السعودية لن يدخر وسعًا في تقديم كل الدعم لرجال الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص من أجل زيادة الاستثمارات المشتركة مع الجانب الإفريقي، مشيرًا إلى أن الجهات المعنية تبذل كل ما تستطيع لمساعدة رجال الأعمال وإزالة كل المعوقات التي تعترض طريق زيادة استثماراتهم في أي مكان في العالم. وقال صالح كامل إن مجلس الغرف السعودية سيتبنى عقد مؤتمرات مماثلة لتعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات المشتركة بين القطاع الخاص السعودي ونظيره في العديد من دول العالم وبخاصة تلك الدول التي لديها اقتصاديات قوية أو في طريقها إلى الصعود بغرض فتح أسواق جديدة أمام الصادرات السعودية، وزيادة حجم وقيمة الاستثمارات السعودية الآمنة في الداخل والخارج. من جانبه، شدد أمين عام مجلس الغرف السعودية الدكتور فهد بن صالح السلطان على أهمية التعاون الخليجي الإفريقي ولا سيما في مجالات التكامل الاقتصادي والاستفادة من المزايا النسبية في كل من الكتلتين، مؤكدًا ضرورة استكشاف الفرص الاستثمارية الجذابة والقابلة للتطوير في مختلف المجالات، خصوصًا أن دول إفريقيا جنوب الصحراء تعتبر مقصدًا مناسبًا للاستثمارات الخليجية نظرًا للقرب الجغرافي، والمزايا التنافسية التي تعد أداة للتكامل وليس للتنافس الاقتصادي، كما أن هذا التوجه يواكب سياسات دول مجلس التعاون الخليجي التي ترمي إلى تنويع الاستثمارات والبحث عن أسواق جديدة آمنة وقابلة للنمو والتوسع، خصوصًا أن القارة الإفريقية تحتوي على العديد من المعادن والموارد الطبيعية المهمة اللازمة للصناعة الحديثة، كما بها مساحات شاسعة صالحة للزراعة مع توفر مياه الأنهار العذبة ومصادر المياه الدائمة وغير المهددة بالنضوب، إضافة إلى أن الدول الإفريقية تعد سوقًا واعدًا أمام المنتجات الخليجية خاصة البتروكيماويات وغيرها من الصناعات الوسيطة والتحويلية. وأوضح الدكتور فهد السلطان أن مؤتمر الاستثمار الخليجي الإفريقي 2010م، سيعزز الروابط الاقتصادية المتنامية متعددة الأوجه بين دول الخليج والدول الإفريقية جنوب الصحراء وتدفعها إلى الأمام قدمًا، وينتقل بالعلاقات المؤسسية إلى آفاق أوسع، وسيركز على تحديد الفرص الاستثمارية المتنوعة وفقًا للاستراتيجيات المطلوبة لتحويل الخطط الأولية إلى أعمال ومشروعات ملموسة.وذكر رئيس مركز الخليج للأبحاث عبدالعزيز بن عثمان بن صقر أن الإعداد لهذا المؤتمر استغرق عامًا كاملًا حيث تم اختيار محاوره وموضوعات الجلسات والمشاركين والمتحدثين بعناية فائقة من أجل الخروج بنتائج وتوصيات عملية ومفيدة للقطاع الخاص والدول أيضًا من الجانبين الخليجي والإفريقي، ويركز هذا المؤتمر على الاستفادة القصوى والمثلى من الفرص الاستثمارية المتاحة لدى الجانبين بصورة واقعية، كما أنه يستعرض المزايا ويناقش المعوقات. وأوضح عبدالعزيز بن صقر أن برنامج المؤتمر سوف يشهد عقد خمس جلسات رئيسة وخمس مجموعات عمل إضافة إلى حفل الافتتاح. وحول نوعية وتخصصات المشاركين في جلسات ومجموعات العمل، قال عبدالعزيز بن صقر: تم اختيار المشاركين بما يتناسب مع طبيعة المؤتمر والأهداف المتوقعة وبناء على ذلك هم من كبار المسؤولين المعنيين بالقطاعات الاقتصادية المختلفة كل في مجاله ويكفي أن من بين الحضور خمسة ومن أصحاب الفخامة رؤساء الدول الإفريقية، كما أن نسبة تمثيل بقية الدول على مستوى الوزراء المعنيين وأصحاب القرار التنفيذ، إضافة إلى مشاركة كبار المسؤولين في المنظمات الإقليمية والدولية المتخصصة وذات العلاقة الوثيقة بالتنمية والعلاقات الاقتصادية والتجارية.