أحالت هيئة التحقيق والادعاء العام بجدة يوم أمس الأول السبت ملفات 43 شخصا من محتالي "مليون الشهيد" إلى محافظة جدة تمهيدا لاحالتهن إلى القضاء لمحاكتهم، وذلك بعد ثبوت إدانتهم بتقديم بلاغات كاذبة ادعوا فيها فقدان بعض أقاربهم في كارثة سيول جدة العام الماضي بغرض تضليل الجهات المعنية والحصول على مكرمة خادم الحرمين الشريفين بمنح مليون ريال عن كل شهيد. وأكد مصدر مسؤول أن ال 43 شخصا ومعظمهم من السعوديين وآخرين من جنسيات يمنية وباكستانية وأفغانية، سجلوا اعترافاتهم بتقديمهم بلاغات كاذبة بعد مواجهتهم بعدد من الادلة والبراهين التي تم من خلالها تأكيد عدم صحة بلاغاتهم مما جعلهم يقرّون ويتراجعون عن بلاغاتهم، مشيرين إلى أنهم تقدموا بها بغرض الحصول على "مليون الشهيد". وكانت بلاغات فقدان الأقاب قد تزايدت بعد صدور الامر الملكي بمنح أسر شهداء كارثة جدة تعويضاً قدره مليون ريال، بغية الحصول على المليون بغير وجه حق!!. وسجل المحتالون بلاغاتهم لدى ادارة الدفاع المدني بجدة في أيام مختلفة كان من بينها بلاغ سجل بعد وقوع الكارثة بأكثر من 15 يوماً، وعمدت ادارة الدفاع المدني الى احالة الاوراق للجنة ضمت 6 أعضاء يمثلون ثلاث جهات حكومية تولوا عملية اثبات حقيقة البلاغات للتأكد من مدى صحتها، وشملت البلاغات ايضا أسر المفقودين الحقيقيين في الكارثة حيث قام أعضاء اللجنة باستدعاء أسر الشهداء والمخبرين عن فقدان ذويهم وعملت على اثبات صحة البلاغ والتأكد من حقيقة اختفاء المفقودين من خلال اجراء تحاليل الحمض النووي DNA ، أو الوصول الى جثة المفقود والتعرف عليه من قبل ذويه واثبات الحالة. تراجع البعض عن بلاغاتهم وتولّى أعضاء اللجنة استدعاء المخبرين من النوع الآخر وهم الذين سجلوا بلاغات فقدان اقاربهم وذويهم وكشفت التحقيقات عدم صحتها من خلال إجراءات تحاليل الحمض النووي DNA والتي أكدت عدم مطابقتها لأي جثة مجهولة من بين الجثث المحفوظة بثلاجة الطب الشرعي , ليتم بعدها استدعاء المخبرين ومسجلي بلاغات التغيب للتثبت من صحة بلاغاتهم وتأكيد اصرارهم على المضي في البلاغ حول تغيّب ذويهم، وتم ذلك من خلال الاتصال على المخبر وطلب حضوره إلى مقر اللجنة ومن ثم مساءلته عن علاقته بالمفقود ومدى تأكيده على فقدانه في السيول والعمل على اثبات حقيقة البلاغ او نفيه. وعمدت اللجنة الى تقديم النصح والإرشاد للمخبرين وضرورة التوثّق من صحة بلاغاتهم حتى لا يعرّضوا أنفسهم للمساءلة وهو ما ساهم في تراجع البعض منهم عن تقديم بلاغات كاذبة ليعدلوا عنها ويعترفوا بأنهم سجلوا بلاغات كاذبة بهدف الحصول على المليون، بينما أصر البعض الآخر على وفاة اقاربهم في هذه السيول رغم علمهم بوفاتهم قبل الكارثة او أنهم على قيد الحياة!!. ومن بين هذه البلاغات الكاذبة محتالون قدموا بلاغات فقدان لبعض أقاربهم منها بلاغ شاب عن فقدان والده الخمسيني جراء السيول لتتكشف الحقائق بأنه موقوف بأحد عنابر سجن بريمان على قضية ترويج مخدرات !!!. وادعى أحدهم وفاة شقيقته «وضحى» ليتضح لاحقا أن الاسم وهمي وكان والده قد سجله في كرت العائلة للحصول على زيادة في الإعانة. وفي بلاغ آخر ادعى مسنّ ستيني وفاة والدته وأحد أبنائه جراء السيول وأنه قام بدفنهما بعد استلامهما من قبل ادارة احد المستشفيات لتثبت التحقيقات أن والدته توفيت قبل الكارثة بخمسة اعوام بينما ابنه الذي ادعى وفاته كان برفقته لحظة تقديم البلاغ!!. «المدينة» تكشف هنا العديد من قصص الاحتيال التي ادعاها عدد من المخبرين وسجلوا بلاغات كاذبة استطاعت اللجنة السداسية كشف حقيقتها وخداع المخبرين عنها. **** طليقته كشفت كذبه المخبر (ه.م. ع) - 84 عاما - قدم بلاغا لإدارة الدفاع المدني أشار فيه الى ان ابنه البالغ من العمر 38 عاما كان بين المفقودين في سيول جدة وسجل البلاغ بتاريخ 14/12/1430ه ليتم البحث عنه بين الجثث التي تم انتشالها غير ان تحاليل الحمض النووي لم تثبت وجوده بينهم، ليتم استدعاء المخبر الثمانيني ومساءلته حول صحة اخباريته فأصر على بلاغه، ليتم بعدها جمع عدد من المعلومات من قبل الفرق الأمنية واتضح أن والدة المفقود موجودة بإحدى المحافظات القريبة من جدة (محافظة الجموم) وأنها منفصلة عن زوجها الذي سجل البلاغ ليتم توجيه طلب التحقيق معها حول ابنها المسجل بلاغ بفقدانه لتؤكد الأم المسنة أن ابنها حضر لزيارتها ثاني أيام عيد الأضحى المبارك لتهنئتها بالعيد ثم غادر وهي لا تعلم شيئا عن مكانه منذ ذلك اليوم، وهكذا كشفت الطليقة عدم صحة البلاغ الذي قدمه طليقها، فتم استدعاؤه ومواجهته بتلك الادلة فاعترف بتقديمه بلاغا كاذبا بغية الحصول على مليون الشهيد!!!.
**** “وضحى” حقّقت زيادة الضمان وفشلت في مليون الشهيد ومن بين القضايا التي كشفت حول ادعاءات المحتالين بلاغ قدمه المواطن( م. ع ) - 65 عاما - لدى ادارة الدفاع المدني افاد فيه بأنه فقد شقيقته (وضحى) التي لم يتم العثور على جثتها، وباخضاع المخبر للتحقيقات كشفت التحقيقات خداعه حيث اعترف بأن والده المتوفي قبل عشرات السنين قام بتسجيل اسم (وضحى) في كرت العائلة الخاص بهم وانه لا توجد لديهم شقيقة في الأصل بهذا الاسم الذي أضيف بكرت العائلة للحصول على مخصصات اضافية من الضمان الاجتماعي!!!.
**** مشهد مزوّر للزوجة المتوفاة وفي بلاغ آخر استوقفت معلومات قدمها المخبر (س. ض. ع) حول فقدانه والدته المسنة - 80 عاما -، وابنه - 13 عاما - المحققين عندما أفاد المخبر بأنه قام بنقل والدته التي عثر عليها داخل احدى المركبات بشارع جاك إلى أحد المستشفيات ودفنها بعد وفاتها في قرية اسماها «مران»، وقدم مشهدا مزوّرا يحمل توقيع شيخ قبيلته ومعرّفين حول وفاة زوجته، غير أن التحقيقات اثبتت وفاتها قبل الكارثة بخمس سنوات، ليعترف بتسجله بلاغا كاذبا ويتراجع عن فقدان ابنه كذلك والذي أكد أنه كان برفقته لحظة تسجيل البلاغ بإدارة الدفاع المدني.
****
بلاغ الولادة بتواقيع وأسماء مزورة وفي بلاغ اخر اشار المخبر بكر - 37 عاما - إلى ان ابنه البالغ من العمر عامين جرفته السيول ولم يعثر عليه وقدم بلاغ ولادته من احد المستشفيات الخاصة، وبإستفسار لجنة التحقيق من المستشفى افاد بان التواقيع والاسماء المسجلة غير صحيحة ولا يوجد لديهم اطباء بتلك الاسماء، ليتم استدعاء المخبر وبمواجهته بتلك المعلومات إنهار واعترف بان بلاغه غير صحيح وان ابنه توفي عقب ولادته بشهرين نتيجة اصابته بضمور كامل في المخ وتم دفنه دون الحصول على تصريح رسمي بالدفن.
**** بلاغ كاذب يفتح ملف قضية دهس س. أ . الشطل قدم بلاغا أشار فيه الى فقدان ابنته «مروه» - 16 عاما - في لسيول كارثه جدة غير ان تحاليل الحمض النووي DNA لم تثبت وجودها بين جثث المجهولين ليتم استدعاء والدها والذي حضر لمقر اللجنة وبمناصحته وتقديم النصح والارشاد له إعترف بانه قدم بلاغا كاذبا حول وفاة ابنته مروه في السيول وان الحقيقة هي وفاتها قبل سبع سنوات إثر تعرضها لحادث دهس سيارة باحد شوارع جدة وانه قام بدفنها دون الحصول على تصريح دفن او تقرير حادث، مما دفع المحققين الى فتح ملف قضية اخرى عمرها 7 سنوات حول دفن متوفية تعرضت لحادث دهس دون الرجوع للجهات المعنية.
**** “مفقود” كان في رحلة سياحة بالشرقية وقدم (س. م) بلاغا أشار فيه إلى فقدان شقيقه الأصغر في كارثة السيول وأنه لا يعلم عنه شيئا غير أن تحاليل DNA لم تنطبق على أي من جثث المجهولين التي تم انتشالها ليتم البحث عن المخبر بغرض استجوابه، ولكنه كان قد ألغى الهاتف المسجل في مذكرة البلاغ غير أن رجال التحقيق توصلوا الى ابن عم المخبر في منطقة نجران فتمت مهاتفته من قبل المحققين وسؤاله عن ابن عمه المبلغ عن فقدانه، فأكد أنه على قيد الحياة ولم يتعرّض لأي أذى خلال كارثة سيول جدة وموجود حاليا في المنطقة الشرقية في رحلة سياحية.
**** الصدفة تكشف كذب بلاغ الشقيقة عن وفاة “الثلاثة” سجلت سيدة عمرها 31 عاما بلاغا اكدت فيه فقد والدتها «حطية» التي تجاوزت الستين عاما وكذلك إبنتي شقيقتها «أحلام وأبرار» ، مشيرة إلى أن السيول جرفتهم لحظة خروجهم لقضاء بعض الحوائج من السوبر ماركت المجاور لهم في حي قويزه غير أن التحقيقات لم تؤكد وفاة احد من الأسرة ليتم الإتصال على الهاتف المسجل لاستدعاء المخبرة ومساءلتها، فردت على المكالمة شقيقتها الاخرى التي اكدت أنهم لم يفقدوا احدا من العائلة، ولم يتعرضوا للكارثة وأن المعلومات غير صحيحة كون والدتها متوفيه منذ سنوات بينما الاسماء المسجلة الاخرى تعود لابنتيها وانهما بصحة جيدة، لتنكشف حيلة المخبرة التي اعترفت بتسجيلها البلاغ بهدف الحصول على المليون ريال.
**** يمني أبلغ عن فقدان شقيقه والأمن عثر عليه حيا في مطعم وفي مشهد اخر سجل( ع. م ) مقيم يمني بلاغا حول فقدان اخيه الأصغر «معاوية» مفيدا أنه خرج متجها الى شارع جاك بحي القويزة وان السيول جرفته وكان من بين المفقودين، غير ان تحاليل حمض DNA لم تثبت وجوده بين الجثث التي تم انتشالها ليتم البدء في التحريات والبحث حول صحة البلاغ، وتوصل رجال الامن السريون الى «معاوية» في أحد المطاعم بشارع المحجر، وتم اثبات عدم صحة البلاغ، فتم استدعاء المخبر واستجوابه ليؤكد أنه تقدم بالبلاغ بهدف الحصول على مليون الشهيد.
**** فقد إبنيه في سوق الخوبة قبل 7 سنوات وتحايل للحصول على المليون المواطن (خ . م. ح) اشار في بلاغه الى فقدان ابنيه عمر 18 عاما، ودرويش 16 عاما وبالبحث عنهما لم تتوصل الجهات المعنية الى جثتيهما ليتم استدعاء المخبر وبمواجهته بعدد من الاسئلة إنكشفت الحقيقة حيث اكد ان بلاغه غير صحيح وان ابنيه المبلغ عنهما سبق وأن فقدهما في سوق الخوبة بجازان قبل 7 سنوات وانه لم يخبر عن تغيبهما او فقدانهما لعدم وجود وثائق رسمية لهما وكون والدتهما يمنية وتوفيت قبل سنوات , وهو ما جعل رجال الامن يفتحون ملف اختفاء الشابين وحقيقة تغيبهما منذ 7 سنوات.
**** “مفقودان” سجينا مخدرات في “بريمان” المواطن قالط س .ع إتجه بعد صدور الامر الملكي بمنح اسر شهداء السيول مليون ريال، إلى إدارة الدفاع المدني وسجل بلاغا حول فقدان ابنه الذي اكد اختفائه بعدما جرفته السيول، فبدأت عمليات البحث عن المفقودين والتقصي حول حقيقة البلاغ من خلال رقم السجل المدني، لتتلقى لجنة التحقيق افادة من قبل ادارة سجن بريمان تؤكد أن الشخص المعمم عنه موقوف لديهم بعنبر رقم 5 منذ بداية شهر رمضان لعام 1430 ه على خلفية ترويج مخدرات , فتم استدعاء الاب الستيني والتحقيق معه ليعترف بتسجيلة البلاغ بغرض الحصول على مكرمة خادم الحرمين الشريفين لأسر شهداء السيول.