لماذا فشل مسلسل «ذاكرة الجسد» ؟ هكذا احتار النقاد في وصف فشل الظاهرة الأدبية عندما تم تحويلها إلى مسلسل درامي، الرواية الجزائرية التي فازت بجائزة «نجيب محفوظ» لأواخر الثمانينيات، ماتت بعد أن شُوهدت دراميا. ولنفس الأسباب المجهولة لفشل المسلسل، أدت أسباب أخرى لنجاح مسلسلات رديئة في الحبكة مثل «زهرة وأزواجها الخمسة» و «عايزة أتجوز» الذي حطم صورة المرأة العزباء حابساً طبيبة صيدلانية في قفص البحث عن رجل. مناسبة الحديث عن ذلك، هو برنامج الواقع الجديد «هي وهو» الذي تجسده المطربة «أسيل عمران» وزوجها المذيع «خالد الشاعر» والذي يعكسان فيه حياتهما الخاصة جدا بتفاصيلها الدقيقة. والحديث هنا ليس عن نقد البرنامج، إنما عن (لب المشكلة ): أي ذوق الجماهير وضغطه لاجتذاب البرامج التلفزيونية والدرامية الرديئة. فمع أن المثقفين وعامة الجماهير أبدوا اعتراضهم المستمر على عرض المسلسلات الدرامية الخالية من (الحبكة القصصية) والبرامج التلفزيونية الهابطة، إلا أن الأمر خرج عن نطاق التحكم لدى القنوات التلفزيونية. فقضية(العرض والطلب) هي التي تسبب هبوط المستوى الفني أو ارتقاءه، جماهير تبحث عن مسلسلات وبرامج تستعرض (خصوصية) الآخرين، وبالتالي تلبية طلب الجماهير بعرض تلك البرامج كي تجد نسب مشاهدة عالية. ولذلك فشل «ذاكرة الجسد» فشل الحديث باللغة العربية مع التشبيهات الأدبية الراقية، لأنه لم يستعرض خصوصيات وأسرارا لشخصيات مثل: الفتاة العزباء، أو الأزواج المشهورون. بقي أن يسأل كل فرد من الجماهير نفسه: هل أنا أساهم في ارتقاء الذوق العام أو انحداره؟