يطرح كتاب البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى الموسوم «العالم الإسلامي في القرن الجديد: منظمة المؤتمر الإسلامي في الفترة ما بين 1969 و2009» إجابة على سؤال محوري حول ما حققته منظمة المؤتمر الإسلامي خلال السنوات الأربعين من عمرها. والواقع أن الكتاب يتطرق بجرأة كبيرة إلى جملةٍ من التساؤلات والأسئلة الوجودية التي ترتبط في جوهرها بمدى أهمية منظمة المؤتمر الإسلامي ومكانتها في عالم اليوم وما ينطوي عليه من تعقيدات وتشابكات لم يشهد التاريخ البشري مثيلا لها. فالبروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى يشغل حاليا منصب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي منذ عام 2005، وهو تاسع أمين عام للمنظمة، وأول أمين عام يتم انتخابه بطريقة ديمقراطية وشفافة، لكن علاقته مع المنظمة تعود فعليا إلى عام 1980، إذ تولى وقتها منصب المدير العام المؤسس لمركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا)، وهو أحد الأجهزة الفرعية التابعة للمنظمة. ويتضمن الكتاب دراسة معمقة لتاريخ منظمة المؤتمر الإسلامي في إطار تاريخ العالم الإسلامي والمنتديات الدولية خلال السنوات الأربعين المنصرمة. ويقدم قراءة متأنية ومتزنة لمسار منظمة المؤتمر الإسلامي كمنظمة حكومية دولية، من خلال رمزيتها ودورها وأهدافها، وظروف ودوافع نشأتها. غير أن محتوى الكتاب لا يقف فقط عند حدود السرد التاريخي للأحداث، بل إنه يسبر ضمن منظور تحليلي أغوار وأبعاد وخلفيات إنشاء المنظمة. ويلمس القارئ قيمة الكتاب في تقييمه الموضوعي والصادق لمسيرة منظمة المؤتمر الإسلامي من حيث تحقيق الأهداف المسطرة لها والتوقعات المتوخاة منها، وذلك من خلال الإقرار بمواقع الضعف وأوجه القصور، خاصة فيما يتعلق بمحدودية الموارد المالية والبشرية وضعف الإرادة السياسية والدعم من الدول الأعضاء. وتعرج فصول الكتاب التالية على شرح مختلف أنشطة وفعاليات منظمة المؤتمر الإسلامي ضمن إطار الدور الذي تنكب على أدائه وفقا للرؤية التي تنبثق من ميثاقها الجديد. الجدير ذكره أن الكتاب صادر عن دار نشر هيرست وشركاء بلندن؛ عام 2010؛ ويقع في 326 صفحة