أكد عدد من معلمي وإداريي المدارس في حي الصواعد شرق الخط السريع بمحافظة جدة أحد الاحياء المتضررة من كارثة سيول العام الماضي أنه تم اتخاذ تدابير احترازية بالتنسيق مع الجهات المعنية كالأمانة والدفاع المدني تحسبا لهطول أمطار غزيرة في الموسم المقبل وفقا لتقارير الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة. وأشاروا إلى أن إدارة التربية والتعليم أعطت صلاحيات شاملة لمديري المدارس بإخراج الطلاب من المدارس في حال الإحساس بأي خطر كتراكم الغيم أو مشاهدة البرق وسماع الرعد وخلافه. وبالمقابل قال عدد من المعلمات في مدارس قويزة - أكثر الأحياء تضرراً - إنه لم ترد إليهن أي خطة أو تعاميم بشأن الاحتياطات المتبعة في حالة هطول أمطار مماثلة لما حدث في السنة الماضية، وأشرن إلى تخوفهن من احتمال وقوع أضرار للمباني المدرسية بما يهدد حياة الطالبات ومنسوبات المدرسة. حافلات للطوارئ وأكد خالد المالكي إداري مدرسة أوس بن ثابت الابتدائية أن هناك إجراءات احترازية تم اتخاذها بالمدارس سواء بتوجيهات من إدارة التربية والتعليم أو بالتنسيق مع الجهات المسؤولة الأخرى أو حتى باجتهادات فردية، مشيراً إلى وجود حافلات كبيرة جهزتها المدرسة ببادرة من مديرها ليتم الاتصال عليها في حال حدوث أي طارئ لا سمح الله لتقوم بنقل الطلاب كل إلى منزله حسب الصلاحيات التي أنيطت بمدير المدرسة بإخراج الطلاب متى لزم الأمر. وأضاف: لعله من المناسب أن أشير هنا إلى أن مبنى المدرسة الحالي (مدرسة أوس بن ثابت) مستأجر وتشاركنا فيه مدرسة أخرى، ونحن موعودون منذ اربع سنوات بمبنى آخر مستقل في حي البستان تابعا لادارة التعليم، الا أن هذا الوعد لم يتحقق حتى الآن. وأوضح المعلم أحمد الغامدي أن هناك عمليات إزالة لعدد قليل جدا من المدارس الواقعة في مجرى السيل، إلا أن الإزالة التي قررتها أمانة جدة للمنازل والمدارس لن تشمل كامل الحي، فهناك مناطق لم تتضرر إطلاقا رغم قربها من المجرى، وهذه المدارس ستكون داخله ضمن إجراءات احتياطية وقائية فقط للحفاظ على سلامة الأبناء ولن تهمل. لا توجد خطوات جادة وفي جانب تعليم البنات قالت مديرة الثانوية الواحدة والخمسين: " لم تأتنا أي خطة أو تعميم بما يجب اتباعه في حال وقوع كارثة وليس هناك أي خطوات جادة من وزارة التربية والتعليم". غير أنها استدركت بقولها: هناك استعدادات تتم في إطار المدرسة لمواجهة أي طارئ في موسم السيول والأمطار. وأضافت بدأنا بتدريب الطالبات على كيفية "الإخلاء" تأهباً منا لحدوث سيول لا سمح الله، وسنقوم باتخاذ إجراءت فورية في حال التنبوء بهطول أمطار منها الاتصال بأولياء أمور الطالبات مبكرا لأخذهم من المدرسة. وتابعت: في الأزمة الماضية تعرضت مدرستنا للقليل من الأضرار وتغيبنا عنها أسبوعا كاملاً، وتم نقلنا إلى مدرسة أخرى لحدوث شرخ في جدار الساحة الخارجية، وتكرر انقطاع الكهرباء حتى أن مدير التعليم آنذاك عبدالكريم الحقيل حضر ورأى آثار الكارثة وأمر بإصلاح وترميم الجدار المشروخ. وأذكر أنني والوكيلة كنا نعمل جاهدات على إخراج الطالبات والتأكد من عدم وجود أي منهن داخل المدرسة، لأن هذه مسؤولية تقع على عاتقنا رغم المخاطر التي ربما نتعرض لها نحن أيضاً، سيما في ظل بعد منازلنا في شمال جدة. لجنة طوارئ أما نورة العطاس مديرة الابتدائية المائة والسبعة والعشرين فتقول:" لدينا في المدرسة لجنة الطوارئ والتي كانت في السابق مختصة بالحرائق، وأصبحت الآن تختص بكيفية مواجهة خطر السيول وتدريب الطالبات على كيفية التعامل معها وتعليمهن طرق الاخلاء المنظم وتهدئة روع الطالبات. أعمال الترميم عشوائية ويتواصل الحديث مع مديرة الابتدائية الواحدة والثمانين نوال طيب قائلة:" مدرستنا دمرت العام الماضي بالكامل وانتقلنا للدراسة ظهراً في مدرسة أخرى لمدة شهرين إلى أن تم إصلاح المدرسة، ولكن ما لاحظناه بعد رجوعنا أن أعمال الترميم والبناء تمت بطريقة عشوائية، فهناك مرتفعات ومنخفضات في البناء، وبعض الحفر التي لم يتم ردمها إلا ببعض التراب والحصى، لافتة إلى أن أدوات البناء من حديد وأتربة وحصى قريبة من أيدي الطالبات، وهناك احتمال سقوط الحديد عليهن متى ما عبثن به رغم تحذيراتنا المتكررة لهن، كما أن الحصى المنثور بكميات كبيرة على عدة جوانب في المدرسة قد تعبث به الطلبات ويتقاذفن به وربما يحصل أي ضرر لإحداهن جراء ذلك. وتابعت: " مدرستي الآن تفتح أبوابها على فترتين صباحية ومسائية، والكثير من طالبات الفترة المسائية يأتين من الساعة التاسعة والنصف لارتباط آبائهن بالدوام، فيما تأتي إدارة المدرسة المسائية عند الساعة الحادية عشرة صباحا، والخوف من وقوع أي أمطار في تلك الفترة، عندها يصبح من الصعب السيطرة على طالباتي وطالبات المدرسة المسائية، لأن هناك ساعتين ما بين حضور إدارة المدرسة والطالبات، ونتمنى أن يتم إيجاد حلول لكل مشاكلنا وأن تأتينا خطط لمواجهة أي كارثة قد نتعرض لها لا سمح الله، خاصة وأن بين أيدينا طالبات صغيرات لا يستطعن التصرف الجيد، ونحن بدورنا نقوم بتعليمهن وتدريبهن على بعض الاحتياطات عند هطول الأمطار بغزارة.