من الصعب الجزم بأن الإدارة الأمريكية ستنجح في الضغط على حكومة نتنياهو لتمديد فترة تجميد الاستيطان لمدة شهرين يتم خلالها ترسيم الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية الموعودة بناءً على الطلب الفلسطيني الذي يدعمه الموقف الدولي لا سيما وأن العالم لا يزال يذكر أن نتنياهو هو الذي دشن مستوطنة جبل أبو غنيم في القدس العربية خلال فترة حكمه الأولى عام 1996 التي أصبحت تشكل واحدة مما يعرف بالكتل الاستيطانية الكبرى ، لكن هنالك مؤشرات تدل على إمكانية تحقيق هذا المطلب منها تنامي تيار إسرائيلي بضرورة استئناف قرار التجميد بما يعني إمكانية تغيير الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الحالي بائتلاف يضم حزب كاديما بدلاً من الأحزاب الثلاثة الإسرائيلية الأكثر تشددًا التي يأتي في مقدمتها حزب إسرائيل بيتنا الذي يتزعمه ليبرمان ، كما أن توقيع إسرائيل مؤخرًا عقدا مع الولاياتالمتحدة بشراء 20 مقاتلة من طراز إف 35 يعطي دلالة أخرى على أن سياسة واشنطن بمنح إسرائيل هذا النوع من الحوافز إنما يتم بهدف إغرائها لتجميد الاستيطان وعدم إقفال الباب أمام استئناف المفاوضات المباشرة . لا شك أن التأييد العربي للقرار الفلسطيني الذي تحقق في سرت بعدم العودة إلى المفاوضات المباشرة إلا بعد تجميد الاستيطان ، وإعطاء الإدارة الأمريكية فرصة لمدة شهر لإفساح المجال أمامها للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الاستيطان ، يتم خلالها بحث البدائل الفلسطينية - لا شك أن ذلك يعتبر خطوة عربية في الاتجاه الصحيح لاسيما وأنه يعكس موقفًا عربيًا موحدًا ، كما أن تصريح الرئيس عباس بأنه سيسعى إلى كسب اعتراف أمريكي بدولة فلسطينية تتضمن كل الضفة الغربية – بما في ذلك القدس العربية- إذا ما استمر تعثر محادثات السلام مع إسرائيل يدعو إلى التفاؤل بأن ثمة خيارات فلسطينية تجد الدعم والتأييد العربي ويمكن أن تجعل إسرائيل تعيد التفكير في نظرتها لعملية التفاوض ، وأن هنالك نقطة تحول تلوح في الأفق بالنسبة للمفاوضات التي ظلت حتى الآن تصب في مصلحة إسرائيل ، والأهم من ذلك أن الوقت قد حان لاستخدام العرب والفلسطينيين البدائل التي تخشاها إسرائيل لتصحيح مسار المفاوضات وتحقيق حل الدولتين في أقرب وقت ممكن ضمانًا لأمن وسلام المنطقة.