· أترككم اليوم مع مسؤول عن الإشراف التربوي في إحدى المناطق التعليمية وحكايته مع مدير عام التعليم بتلك المنطقة الذي أرغمه على كتابة خطاب الإعفاء ليتسنّى له حضور الدورة ليكتشف المسكين بعد انتهائه من دورته نظرية جديدة أسماها (التدريب بهدف التطيير) وكلنا يعرف أهمية التدريب في تطوير القدرات من خلال ما يكتسبه المتدرب من علوم وأفكار ونظريات تسهم في تحسين الأداء بجودة عالية وبعكس المتوقع فاجأتني مأساة هذا المشرف في رسالته المثقلة بالأسى والمكبلة بالأرقام والتواقيع، الرسالة التي بدأها بلغة هي أقرب للغضب من الرضى وقال فيها: (بعد انتظاري دورة الإشراف لأكثر من عشر سنوات فوجئت في العام المنصرم بعد اعتذار أحد الزملاء من مديري الإدارة المدرسية بإدارة تعليم المنطقة عن حضورها بترشيحي وكوني أحتاجها وانتظرها كانت موافقتي فورية إلا أنني فوجئت بقرار مدير عام التعليم بالمنطقة الرافض ترشيحي إلا بشرط أن أكتب بيدي طلب إعفائي من المهمة لكي أتمكن من الحضور وما كنت أظن الأمر كذلك حين كتبت وذهبت لأعود وأجد جزائي في هيئة قرار إقصاء ويشهد الله على أنني لست نادما على ذلك بقدر ما أنا حزين على أن تنتهي الحكاية بالتنفيذ وأسفي على أن تدار العملية التعليمية بهكذا أسلوب كان دافعي في الكتابة لكم لتكون في همزتكم المقروءة) . وهنا أنهي رسالة المشرف ومعاناته مع مدير عام التعليم شاكراً له الثناء متمنياً أن أكون عند حسن ظن القراء بي. · ولسمو الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم مني خالص الود والتقدير والذي بلا شك يهمه أن يجد جميع منسوبي التعليم العناية والرعاية والمعاملة بعدالة الرجل الحريص على أن تنجح العملية التعليمية التي هي العنصر الأهم في عملية التنمية ومن شدة حرصي على التعليم كانت الكتابة لكي لا تتكرر حكاية هذا المشرف التي بدأت بقرار التكليف ومن ثم انتهت بقرار الإعفاء والسبب التدريب ورغبته في تطوير ذاته من خلال حرصه على التدريب ليتمكن بعد ذلك من نقل التجارب والنظريات التي تعلّمها للعاملين معه ومساعدتهم في تطوير أدائهم ومن سوء حظه كانت المكافأة الدسمة في قرار إعفائه وتكليف غيره ليقوم بالمهمة بدلا عنه وفي يدي منه حقائق مخيفة ومفزعة بالتأكيد لا أستطيع تناولها هنا حيث تمسّ خصوصيات الآخرين تاركا المهمة لمن يهمه أمر تقصّي الحقائق ومتابعة التفاصيل الدقيقة لاسيما والخلاف بين اثنين أحدهما يدير التعليم في منطقة، والآخر يشرف على التعليم في محافظة، متمنياً أن تكون النتائج مفرحة للدارسين الذين يهمّهم أن تدار العملية التعليمية بكفاءة لا أكثر .. هذه خاتمتي ودمتم.