الهجّانة أو الجمّالة ضرب من ضروب التراث المتبعة في شمال الجزيرة العربية، تجوب الديار إيذاناً بقدوم الأعياد والمناسبات الكريمة، وتبوك الورد كان لها موعد طيب الذكر مع تلك الهجانة في مهرجان الاحتفاء بعيد الفطر المبارك، ذلك الاحتفاء الذي نظمته أمانة منطقة تبوك..عبَّرت به عن مدى الارتباط الوثيق بين الماضي والحاضر. وقد شهدت أحياء تبوك في العيد قيام عدد من الهجانة بتزيين إبلهم ووضع ما يسمى بالشداد على ظهورها والركوب عليها وهم يُردِّدون الأهازيج الشعبية، ويُنشدون الأشعار التي تقترن بهذه المناسبة، وهو ما يُسمَّى (الهجيني)، حيث يسيرون في العديد من الأحياء ممتطين هجنهم، ويخرج الأطفال الذين يستمتعون بهذه العادات التي تعود للآباء والأجداد، وليربطوا هذا الجيل بماضيهم.. حيث يبدأون مسيرتهم على إبلهم عقب صلاة العيد، ويستمرون للساعة العاشرة صباحاً، ويستمتع الجميع بهذه المشاهد التي يؤديها مجموعة من الأشخاص، ممن يجيدون ركوب الهجن. تلك التظاهرة الجميلة التي شهدتها تبوك هي تبيان لنا أن الصحراء والمواطن السعودي صديقان حميمان، فتبوك كانت شاهدة عيان على تلك الحميمية الرائعة، فمن الإبل وبأصوات الهجانة استمتعت تبوك بطعم العيد وجعلته فريد النوع والمظهر. فمن هذا المنطلق الجميل علينا أن نعيد تواتر الماضي بالحاضر في لغة لأعياد والمناسبات.. فالماضي إرث تليد نرتبط به ويرتبط بنا، فمع أصوات الهجيني سأظل أذكر تبوك، وكيف كان عيدها باهي الطعم والمذاق.. هؤلاء الهجانة لابد أن يتعرف عليهم كل المجتمع، فسفينة الصحراء عرّفتنا بالعيد في تبوك، وكيف أنه تظاهرة اجتماعية رائعة لا يختلف عليها أحد.. وكل عام وأنتم بخير. حمد جويبر - جدة