(هذا الديوان «تباريح الفصيح» هو في الحقيقة تباريح هوّيتنا العربية الإسلامية التي تمر بأخطر مرحلة من مراحل حياتها، حيث تتعرض اللغة العربية -التي هي الإسلام والإسلام هي- للمحو والمسخ في بعض ما ترى وما تسمع، فماذا ترى وماذا تسمع، إنك ترى معظم اللافتات في شوارعنا مكتوبة بلغات أجنبية من مثل “بلازا”، و“سوبر ماركت”، و“كوفي شوب”، و“أبها مول”، وغيرها مما لا يكاد يحصى. وتسمع الكثير من الإعلاميين لا يقيمون وزنًا للغة العربية في عقر دارها، تسمعهم يستعملون الكلمات الهجينة التي ليست بالفصحى ولا بالعامية مثل “هالموضوع”، و “حنِّا”، و“أوكي”، والمستمعون على مختلف طبقاتهم يتأثرون فإن كان ما يسمعون ويقرأون صالحًا صلحوا، وإن كان فاسدًا فسدت ألسنتهم والأمثلة على عدم الاهتمام باللغة العربية التي هي هوية الأمة كثيرة وخطيرة جدًّا، والتباريح أكثر وأخطر فماذا نحن فاعلون..). بهذه الكلمات قدّم الشاعر محمّد حسن العمري لديوانه الجديد “تباريح الفصيح” في طبعته الأولى الصادرة عن دار المفردات للنشر والتوزيع بالرياض. يقع الديوان في 185 صفحة من القطع المتوسط ويشتمل على 65 قصيدة كلها تترسم الأوزان الخليلية الكلاسيكية في نظمها، مستهلًا بقصيدة “دماء غزّة” والتي يقول في مطلعها: دماء غزة تروي كل من شربوا منها فدع كل من قالوا ومن كتبوا ودعك من كل قول لا يؤيده فعل فما للذي يهذي به أدب هل يخجل المرء من أقوال أمته أو صمتها بينما الأفعال تحتجب كذلك اشتمل الديوان على عدد من القصائد وضعها الشاعر تحت لافتة «رثائيات» وأخرى تحت لافتة «إخوانيات» والتي اختتم بها ديوانه، حيث جاء آخر قصائد الديوان من شعر الإخوانيات متوجّهًا بها إلى الأديب يحيى إبراهيم الألمعي، وفيها يقول: يا سامعي هيا معي نزور يحيى الألمعي ذاك الذي نعرفه شهمًا بهي المطلع أنعم به من كاتب أكرم به من مبدع