قال الضمير المتكلم: (كشفت وزارة التربية والتعليم آخر إحصائية للتعليم العام، حيث بلغ عدد الطلاب والطالبات في مراحل التعليم العام (4.954.110) بين طالب وطالبة. وأشارت الإحصائية إلى تقارب أعداد الطلاب والطالبات، حيث بلغ عدد الطلاب (2.517.035) طالباً، بينما بلغ عدد الطالبات (2.437.075) طالبة. وبينت الإحصائية أن إجمالي عدد مدارس التعليم العام في المملكة بلغ (32.869) مدرسة، بفارق (2733) مدرسة لصالح البنات، حيث قدرت الإحصائية عدد مدارس البنين ب (15.068) مدرسة، فيما قُدر عدد مدارس البنات ب (17.801) مدرسة. وبلغ عدد المعلمين والمعلمات (468.718) منهم (220.732) معلماً و(247.986) معلمة، بفارق (27.254) لصالح المعلمات) . هذه الإحصائية نشرتها صحيفة الجزيرة يوم السبت الماضي 2 أكتوبر 2010م؛ وتعالوا نفترض صحة أرقامها، ثم نقرأها ونحللها فهناك مفاجآت لا تخطر على البال (حَيَاكم الله): * تصوّروا يا سادة يا كِرام أن عدد الطلاب والطالبات في كل مدرسة فقط (150 طالباً وطالبة)؛ فمعدل الطلاب الذكور في كل مدرسة (167 طالباً)، وعدد الطالبات (137 طالبة)؛ وعليه فكل مدارسنا سُوبَر نموذجية لا اختناق فيه ولا تكدس! * نصيب المعلمين والمعلمات من الطلاب والطالبات (10 فقط)؛ فالمعلم الواحد يقابله (11 طالباً)، والمعلمة عندها (9 طالبات)؛ أسألكم بالله هل رأيتم أو سمعتم أجمل من هذه النسبة المِثالية، وهذه الراحة التي يتمرّغ فيه معلمونا ومعلماتنا ليل نهار؟! أعزائي بين مخرجات هذه الإحصائية ولغة أرقامها الفضفاضة والمثالية، وواقع المدارس التي يتكدس فيها الطلاب والطالبات في فصول أشبه بعُلَب السردين؛ بل منهم من لا يجد مقعداً في مدرسته، ومعاناة المدرسين والمدرسات الممارسين للمهنة وإرهاقهم بجداول دراسية فوق طاقتهم؛ بين هذا وذاك هناك سِرّ دَفِين وحلقة مفقودة؛ تطرح هذه الفرضيات: * هناك وظائف لمدرسين ومدرسات شملها الإحصاء وتدخل في الميزانية، وهي غير مشغولة فِعلياً! * أو ربما هناك كتيبة من المدرسين والمدرسات خارج دائرة الفصول، فهم يمارسون أعمالاً أخرى، أو هم يعيشون في بطالة مقنعة!! * بالنسبة للمدارس فربما مخالفة واقعها المتكدس للأرقام سببه وجود مدارس صورية، أو سوء توزيع بين المناطق والأحياء؟! نحن بانتظار تفسيرات وزارة التربية والتعليم حتى لا تكثر الظنون، وبعض الظنون جنون!! .. ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس: 048427595 - [email protected]