كشفت مباراة القمة التي جرت الأسبوع الماضي بين كل من مانشستر سيتي وتشلسي، أن المدير الفني روبرتو مانشيني ما زال لديه الكثير ليقدمه فيما تبقى من الموسم الكروي الذي ما زال في بدايته. الرسم التكتيكي الذي اعتمده مانشيني في مباراته ضد تشلسي بالإضافة إلى العناصر التي اختارها، كانا بمثابة مفاجأة أربكت جميع حسابات المدير الفني لفريق تشلسي كارلو أنتشيلوتي. ورغم التحفظ الذي لعب به مانشستر سيتي طوال الشوط الأول، فإن الفريق تمكّن من خلال نفس اللاعبين، من قلب الطاولة على منافسه في الشوط الثاني، واستطاع أن يسجل هدفاً وتمكن من الحفاظ عليه حتى نهاية المباراة رغم بقاء كارلوس تيفيز وحيداً في خط الهجوم، ورغم طغيان النزعة الدفاعية على أداء لاعبي الطرف الأيمن والأيسر، ديفيد سيلفا وجيمس ميلنر، ورغم عدم الزج بالجناح الكلاسيكي الموهوب آدم جونسن لتنشيط الأداء الهجومي للفريق. بالمقابل فقد أظهرت المباراة إمكانية تعرض تشلسي للعديد من الصعوبات فيما تبقى من مباريات الموسم. وفي رأيي أن أهم هذه الصعوبات هي افتقار الفريق لجناح تقليدي يمكن أن يساهم وجوده في تنويع مصادر الأداء الهجومي. والأهم أن افتقار الفريق لجناح كلاسيكي سيحدّ من الخيارات المتاحة للمدير الفني انتشيلوتي لتعديل رسمه التكتيكي من حين لآخر وحسب ما تقتضيه الظروف. تشلسي هو الفريق الإنجليزي الوحيد الذي يعتمد على لاعبي وسط وهجوم صريحين دون أن يكون له جناح واحد ودون أن يضم سوى لاعب وسط على الطرف سوى لاعب الوسط الأيسر الروسي جيريكوف. في مانشستر مثلاً يوجد ناني وفالنسيا، وفي آرسنال يوجد ويلكوت، وفي توتنهام يوجد آرن لينن، وفي مانشستر سيتي يوجد آدم جونسن وشون رايت فيليبس، وفي أستون فيلا يوجد آشلي يونغ. وحده تشلسي من بين الفرق الإنجليزية الذي لا يمتلك جناحاً تقليدياً يمكنه فتح اللعب وخلق مشاكل حقيقية على الأطراف عن طريق الاختراقات السريعة والمساهمة في التحضير والتسجيل. وهي مشكلة حقيقية يعاني منها الفريق خصوصاً إذا ما أضفنا في الاعتبار افتقار الفريق لوجود لاعبي خط وسط على الأطراف كما هو الحال في الفرق الأخرى. كل من راهن على أن تشلسي سيفوز بالبطولة بسهولة استناداً لنتائجه في المباريات الخمس الأولى، عليه أن يعيد حساباته من جديد.