تتبادل ثلاث جهات حكومية الاتهامات بشأن الجهة المسؤولة عن الوضع المأساوي الذي آل إليه الطريق الموازي لطريق الحرمين شرق الخط السريع في محافظة جدة بسبب تدفق المياه المستمر منذ أكثر من عشرة أشهر. فقد أوضح مصدر مسؤول في أمانة محافظة جدة ل "المدينة" أن الفرق الميدانية وقفت على الموقع ولاحظت أن الشوارع سيئة وبها حفر وتجمعات مائية، لافتًا إلى أنه سبق أن قامت المتابعة الميدانية برفع تقرير عن وضع هذا الشارع لأمين جدة بتاريخ 12/4/1431ه، وكانت التوصيات بأن تقوم الإدارة العامة للطرق بإعداد برنامج لصيانة الشوارع وإعادة سفلتتها، وتم بالفعل مخاطبتها بخطاب من مدير المتابعة الميدانية بنفس التاريخ ( 12/4/1431ه). من جانبها كشفت الإدارة العامة للطرق عن ورود خطاب للأمانة من شركة المياه الوطنية مفاده أن سبب الطفوحات يعود إلى استخدام أحد مقاولي شركة الكهرباء لفتحة صرف صحي غير مشغلة نتجت عنه تلك الطفوحات، وتم توجيهه للادارة العامة للمياه بالأمانة للتنسيق مع الإدارة العامة لتنفيذ المشاريع، لإلزام المقاول بإنهاء المخالفة وتكليفه بدفع الغرامات اللازمة، إلا أن المقاول أنهى عقده دون اتخاذ الاجراء اللازم من قبل الشركة الوطنية للمياه. ولاستكمال المعلومة وإيضاح الحقيقة أجرت "المدينة" اتصالًا هاتفيًا بمدير الشركة الوطنية للمياة المهندس عبدالله العساف الذي قال: “سيتم معرفة أسباب المشكلة وحلها في القريب العاجل”. والمواطنون يشتكون وكان عدد من المواطنين قد اشتكوا استمرار تدفق هذه المياه منذ أكثر من عشرة أشهر وما سببته من إتلاف تام لمعالم الطريق الذي يعتبر المتنفس الوحيد لقاصدي طريق الحرمين من سكان شرق الخط السريع معتبرين ذلك إهدارًا للمال العام، وكذلك ما تسببت به هذه المياه من إتلاف للمركبات والحاق الأضرار بأصحاب المحلات التجارية والمستثمرين، فضلا عن المستنقعات المائية التي أصبحت مصدرًا خطيرًا للأوبئة والأمراض عن طريق الحشرات الناقلة لها. المواطن محمد الشهري قال: منذ عشرة أشهر ونحن نراجع الأمانة لايقاف هذا التدفق الذي أضر بالشوارع والمنازل وأعاق الحركة المرورية وتسبب في اختفاء شوارع كاملة، ووجهتنا الأمانة إلى شركة المياه الوطنية التي تتهم بدورها مقاولًا تابعًا لشركة الكهرباء بالتسبب في المشكلة التي ما تزال قائمة دون تدخل لالزام المتسبب باصلاح ما أفسده. وعبر محمد المطيري ويوسف عوض عن استيائهما من الطفوحات التي تسببت في تعدد المستنقعات بالحي، وبالتالي تفشي الأمراض والأوبئة بما فيها حمى الضنك. وقال سليمان الحارثي وعمر الجيزاني: تسببت هذه الحفر في إتلاف الكثير من المركبات بسبب المستنقعات والهبوطات الأرضية في الطريق الذي يربط أغلب أحياء شرق الخط السريع بالأحياء الأخرى.