أصبحت شكوى العديد من الأمهات من تصرفات بناتهن في سن مبكرة أمرا مألوفا، في حين ترى العديد من الأمهات ان تصرفات بناتهن الصغار أصبحت غير طبيعية ومزعجة، من حيث تقليد الكبار وإملاء الرأي وصلابته، ومحاولة فرض الشخصية والتسلط. فتقول ام نوف ابنتي لم تتجاوز السابعة وترغب في وضع مساحيق التجميل على وجها عند الخروج لأجدها عند الخروج من المنزل تتزين وتأخذ معها حقيبة يدها وبها بعض من أدوات الزينة الخاصة بها. بينما تشتكي السيدة ريماس من تقليد ابنتها والتي لم تبلغ بعد الثامنة لخالاتها فتقول: لدي ابن في الخامسة وابنتي والتي ترى انها كبيرة وتتدخل في كل صغيرة وكبيرة اضافة الى غيرتها من خالاتها واللاتي يكبرن عنها بخمسة عشر عاما، فهي تريد ان تلبس مثلهن وتتزين وتخرج عند صديقاتها كما يفعلن اضافة الى طلبها تلفاز خاص في غرفتها مثلي لمشاهدة بعض البرامج المفضله لها، فقد أصبحت أشعر انني امام ابنة مراهقة وليست طفلة في الثامنة. في حين تكمن مشكلة دارين مع ابنتها تالة والتي تبلغ ست سنوات ونصف في رغبة الابنه أن تصبح كبيرة بسرعة، حيث تقول دارين ابنتي تود ان تكبر سرعة وتصبح مثلي ومثل بنات عمها الفتيات، وتطلب مني أو من والدها ان يشتري لها عطورا لا العطور الخاصة بالاطفال بحجة انها كبيرة مثلي، اضافة الى انها تطلب منا ان نصطحبها الى السوبر ماركت لشراء المستلزمات المنزلية كما افعل وترفض كل ما نشتريه لها من ملابس رغبة منها بانها هي التي يجب أن تختار. ومن جانبها ترى الباحثة الاجتماعية الاء محمد ان من الطبيعي ان تحاول الفتاه خاصة في هذه السن المبكرة ان تحاكي تصرفات والدتها او من تعيش معهم كالخالات او العمات في طريقة حديثهم وارتدائهم للملابس وهم يحاكون الكبار في طريقة الجلوس أو بعض الحركات. لهذا من الضروري على الاسر الانتباه جيدا في الحديث امام الصغار وانتقاء الالفاظ والعبارات، حيث كثيرا من الاهالي يعتقدون ان هؤلاء الاطفال مازالوا صغارا او ان عقولهم لا تستوعب ما يقال أمامهم وهذا خاطئ، فالطفل ذكي جدا اضافة الا ان التلفاز والبرامج الموجهة اليه ساعدت على ان تنمية مداركه العقلية بصورة كبيرة. كما ان أسلوب الحياة العصرية اختلف فنجد الكثير من الاسر يختلف اسلوب تربيتهم لاطفالهم، فاصبحوا أكثر صحبة معهن ونجد بعض الامهات تستشير ابنتها رغم سنها في اختيارها للملابس مما يساعد ذلك على تنمية شخصية الفتاة ويزيدها ثقة بنفسها، في حين ترى الفتاه انها نضجت واصبحت كبيرة. هنا على الاهل التنبه ومراقبة سلوك ابنتهن الصغيرة لانها تعيش مرحلة أشبه بمرحلة المراهقة لكنها مبكرة، فعلى الام التقرب اكثر نحو ابنتها وعدم زجرها بل على العكس فتج مجال واسع من الحرية في التعبير، وإيضاح بعض التصرفات الخاطئة بأسلوب سلس لايثير غضب الفتاة الصغيرة.