احمد العياف - الرياض عد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، مهرجان سوق عكاظ بشكله الحالي والتطوير الذي يُخطط له مستقبلاً، نموذجاً للسياحة الثقافية والتراثية التي تستحوذ على نسبة مرتفعة عالمياً من إقبال السياح مقارنة بالأنماط السياحية الأخرى، مشيراً إلى أن مهرجان سوق عكاظ الذي انطلق مساء أمس في عامه الرابع على التوالي تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- يمثل منبراً حضارياً لجميع العرب الذين ارتبطت الفنون الأدبية لديهم باسم سوق عكاظ، و إقامة هذه التظاهرة في الموقع الفعلي للسوق يعطي للفعالية حضوراً ومزية. وأكد سموه أن المواطنين، الذين يُعتبرون المستهدف الأول بأنشطة السياحة في المملكة، وجدوا في سوق عكاظ فعاليات متنوعة تلبي احتياجات جميع أفراد العائلة، حيث شكّلوا الأعوام الماضية النسبة العظمى من الزوار، ويتوقع أن تستمر هذه الفعالية في اجتذاب الزوار من محبي الأنشطة الثقافية والتاريخية، بما يتماشى مع ما يتم التخطيط له من تطوير شامل للموقع والفعاليات بمتابعة من صاحب السمو الملكي أمير المنطقة رئيس اللجنة العليا لسوق عكاظ و جهود سمو وزير التربية والتعليم ومعالي وزير الثقافة والإعلام وأعضاء اللجنة العليا وبالتعاون مع معالي محافظ الطائف رئيس مجلس التنمية السياحية بالطائف وأمانة الطائف. وأوضح رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن الهيئة تقوم حالياً باستكمال طرح مشروع سوق عكاظ كمشروع استثماري يضم العديد من المنتجات الاستثمارية، متوقعاً أن يكون المشروع من أهم المشاريع السياحية في المملكة بعد إقامة المشروع من خلال الشركات الاستثمارية في السنوات القريبة المقبلة بإذن الله. وبيّن سموه أن المهرجانات السياحية تشهد نضوجاً لاسيما وأنها صارت تُنظم وتدار من خلال المناطق، مشيراً إلى سعي الهيئة ومن خلال ما تقيمه من دورات وورش عمل إلى تطوير قدرات العاملين على هذه المهرجانات التي أصبحت صناعة مستقلة ومتنامية. وقال سموه: المواطن يستحق أكثر مما يقدم له حالياً من فعاليات وخدمات سياحية ونحن نعمل مع مجالس التنمية السياحية إلا أن هناك بعض المعوقات التمويلية التي لها تأثيرها على مستوى الأنشطة والمشاريع السياحية وما زال أمامنا مشوار طويل من أجل تنظيم سياحة ترقى لما يطمح إليه المواطن وما يستحقه وأمامنا تحد كبير، فالسياحة اليوم ليست أمنيات أو تسويقا، وإنما هي قطاع اقتصادي وقطاع خدمات وقطاع مرافق وله أهميته في إحداث التنمية التي تسعى لها الدولة في كل المناطق ونتطلع إلى دعم هذه القطاعات واحتوائها من قبل الدولة مثل أي قطاع آخر نجحت الدولة في تنميته، لافتاً إلى أن المملكة تمتلك مقومات سياحية مختلفة حيثُ لا يوجد بلد في العالم العربي يمتلك مقومات ومقدرات بشرية وبنية تحتية وموارد اقتصادية وأمنا واستقرارا وموارد تراثية ضخمة جداً وطبيعية مثل المملكة، فالسياحة فيها اليوم هي مشروع اقتصادي تنموي متكامل العناصر يجب أن يستثمر بالشكل المطلوب. وعبّر سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عن تطلعه إلى استثمار هذا الحدث بحيث تكون فعاليات سوق عكاظ مستمرة على مدار العام تنتهي باحتفالية سوق عكاظ، مفيداً أن التنظيم قائم على قدم وساق وأن وضع السوق في كل عام أفضل من الذي سبقه فهذا الوضع ليس نهائياً لسوق عكاظ، وطموحنا أن يكون سوق عكاظ أميز تظاهرة ثقافية على مستوى العالم.