ليست الأمة سوى مجموعة جزئيات عندما تلتقي وتتفاعل يتكون منها هذا الجسد الواحد للوطن الحبيب، ويصبح الانتماء معادلة شديدة الترابط بين أسباب ومسببات ونتائج مصيرية تساوى وتحفظ الكيان الانساني وجوده من عدمه، بقاءه من فنائه، تخلفه من تقدمه، ويستمد الوطن والمواطن عوامل القوة والبقاء من تلك العلاقة الحميمة التي تربط بينهما عند اشتداد المحن وكلما ضاقت الحياة بالشعوب والافراد وقل الحصاد أو حين تتجمد الانجازات أو تتأخر أو تنطلق الشائعات. فلا شيء يمكن ان يغير من مشاعر الوفاء بين الوطن والمواطن، حيث تتحول إلى طاقة هائلة تدفع الافراد لمساندة بلادهم، وكم هو عظيم ان نعتبر أنفسنا دائما تحت خدمة الوطن في أوقات الشدة وأوقات الرخاء ونتوجه بصفعة قوية على وجه السفهاء والمخربين والمدمرين والمعطلين للانجازات والحصاد. ولأن التجربة والعبرة من الماضي إلى الحاضر في كل العصور تثبت أن قسوة الاحداث تصنع مزيداً من الرجال، فالوطن بدوره يفتح ذراعيه مرحباً بأبنائه الشرفاء البررة من أولى العزائم والهمم الذين ساندوه على مر الاحداث والظروف مروراً بصفوة الفوارس من القيادة الرشيدة وما لهم من بصمات حاسمة في اتخاذ القرارات المصيرية التي مكنت الوطن من العبور إلى بر الأمان وتحقيق الانتصارات والانجازات الكبيرة ورفع شأن الإسلام عالياً، وبجانبهم شخصيات أخرى محورية لعبت أدوارها المؤثرة على مختلف الاصعدة والمواقع التي تقلدتها بما في أيديهم من ملكات وقدرات ساهموا في منظومة التطوير والتغيير بعلمهم وجهودهم، لا يلتفتون للعثرات والصدمات، بل يعبرونها في إقدام وشجاعة ويمضون يعالجون ويعرضون الحلول والبدائل. وها هو مليكنا المفدى يقود حركة التغيير والتطوير العلمي الحديثة متعشماً “الخير القادم والمستقبل الواعد ويقدم ميزانيات الخير والنماء ويبشر بما ينتظر الاجيال القادمة من خيرات مخزونة في باطن الأرض، ليست على سبيل التمني والاحلام بل هو الواقع والرؤى والدراسات و الكشوف الجادة عطاء من رب السموات والارض وقد وعد مخلصاً” رب العباد ان يسير بقوة في طريق البناء والتسييد واعلاء كلمة الله. بلا تراجع ولا تهاون مع معاول الهدم وسارقي الحصاد، الذين هم وأعوانهم الاشرار في وهن وضعف ونكوث كلما امتدت ايدي الأمة معاً” متماسكة ومترابطة مع القيادة يشد عضدها الآخر وتنهض سوياً” تتوكأ على بعضها البعض تنمي سواعدها الفتية ثروات البلاد وتتقاسم خيراتها والذوبان عشقاً” في تراب هذا الوطن الغالي والذود عن حياضه. SalwaMosly.Jeeran.com