تراني أتعاطف مع ما كتبه الزميل الأستاذ عبدالله الجميلي في زاويته اليومية (ضمير متكلم) الذي نشرته المدينة يوم السبت 11رمضان 1431ه، الموافق 21 أغسطس 2010م تحت عنوان (الحملة الوطنية لمتضرري الثلاثية)، ويقصد بالثلاثية متضرري الإنفاق في شهر رمضان، والإنفاق في موسم عيد الفطر، والإنفاق في موسم فتح المدارس الذي سيواجهنا خلال الأيام المقبلة، حيث أبدع الزميل في طرحة الكوميدي لحلم ومعاناة آلاف المواطنين، وليست المعاناة مرتبطة بالفقراء والمحتاجين فقط، بل المعاناة تصل إلى الطبقة الوسطى، والتي تتشكل منها الشريحة العظمى من المجتمع. دعونا من الحلم الجميل الذي جاء في مقال الزميل.. لنعيش واقعنا، ونعالج قضايانا الاقتصادية الخاصة بنا كأفراد، فحديثي على مستوى الأسرة في المجتمع السعودي، فقد أرهقت بطلبات كبيرة، فكم من الكماليات التي كانت بالأمس أصبحت اليوم من الضروريات، وكم عانت الأسرة عند ارتفاع الوقود، وعند ارتفاع السلع الغذائية، خاصة الأساسية منها، وكم عانت عند ارتفاع الإيجارات والعقارات. الكل يدرك ويلاحظ ويشعر بالغلاء.. ليس على مستوى قطر من الأقطار، وإنما على مستوى أقطار العالم.. يبقى كيف نخفف من وطأة الضغوط المالية علينا كأسر وكأرباب بيوت.. علينا العمل على تقديم فقه الأولويات المعيشية في حياتنا اليومية، فنقدم الأهم، ثم المهم، ثم الأقل أهمية، ونسعى إلى ترشيد استهلاك السلع الاستهلاكية. من الأخطاء أننا نصنع من الأغذية الشيء الكثير، ثم عند الإفطار، أو الغذاء ترى فائضًا من الغذاء يكون مصيره التلف.. من الأخطاء أننا نبالغ في شراء بعض الكماليات.. أو تغيير بعض الأثاث المنزلي الذي يمكن استخدامه.. من الأخطاء أننا نبالغ في شراء الحلوى، أو نوع من الثياب، أو الأثاث الفاخر بمبالغ باهظة السعر، وكان بالإمكان شراء نفس السلع بمبلغ أقل. من الأخطاء الإصرار على شراء الماركات من الثياب أو الأثاث، أو الشراء من محلات تجارية مميزة قد تتضاعف فيها الأسعار. من الأخطاء الإسراف في استهلاك التقنيات ككثرة الاتصال أو الوناسة على أجهزة الجوال والتليفون ونحوها.. واستهلاك التيار الكهربائي، حيث يستمر عمل بعض المكيفات في المنزل أيامًا متواصلة حتى عند خروجنا من المنزل. وأخيرًا هل فكرنا في المشاركة في دورات ترشيد الاستهلاك المنزلي والصرف؟ إن لم نفكر، فعلينا أن نفكر، ونشارك، وسنجد الفرق!! محمد أحمد فلاتة - المدينة المنورة