* في واحدة من القرارات الإدارية الأولية التي اتخذها أمين محافظة جدة الجديد الدكتور هاني أبو راس ما نقلته صحيفة «عكاظ» في عددها الصادر يوم الخميس 23 رمضان الماضي «عن توعد أبو راس مخالفي قرار حصر التصاريح الإعلامية عليه هو شخصيًا وعلى المركز الإعلامي». * حسب الزميلة عكاظ هذا (التوعد) ورد ضمن تغطيتها لما قامت به اللجنة المُشكلة من قبل الأمين والمكونة من إدارات المتابعة والأمن وتقنية المعلومات من (مداهمة)؟! أجهزة حاسب آلي لنحو عشرة من قيادات الأمانة. * كنت أحسب في بداية قراءتي للخبر أن عملية المداهمة (البوليسية) لها علاقة بموت 128 شخصًا بريئًا وتشرد مئات الضحايا في كارثة سيول الاربعاء إلاَّ أن ظني خاب حين تعمقت أكثر في القراءة فوجدت أن المداهمة بسبب تسريب القياديين العشرة لمعلومات للصحافة أعتبرها معالي الأمين (سرية؟!). * أنا بحق ليس لي أي اعتراض على الإجراءات الإدارية الداخلية لأي إدارة أو مؤسسة حكومية أو أهلية طالما أنها لا تؤثر على سير العمل وخدمة المراجعين وذوي الحاجة لخدمات هذه الإدارة أو تلك ولكني استغرب حقيقة من العقلية الإدارية التي كما يقول المثل البلدي :»تترك الحمار وتأخذ البردعة». ففي فهمي وقد يكون قاصرًا ان إدارة بحجم أمانة محافظة جدة ليست على الإطلاق في حاجة إلى معرفة مَنْ يسرّب المعلومات (السرية)؟ أو مَن يصرح لوسائل الإعلام؟ أو من له علاقة بهذا الكاتب أو ذاك؟ بل الأهم من ذلك وفي قمة أولويات الأمانة تحسين أداء أجهزتها وإداراتها وتحقيق جودة عالية في وظائفها المتعددة. * أمانة محافظة جدة من أهم الإدارات والمؤسسات التي لخدمتها ارتباط كبير جدًا جدًا بكل شرائح المجتمع، فلا أحسب أن أيًّا من سكان وأهالي جدة، مواطنين ومقيمين، لا يحتاج ولا يستفيد من خدمات الأمانة. ومن هكذا فهم أجد لزامًا على مَن يتولى مسؤولية الأمانة وضع الضوابط الحازمة والقوانين الصارمة في تحسين خدمات الأمانة لتصل إلى مستفيديها بجودة عالية وأمانة حقة. * وليسمح لي معالي الأمين بالقول إنه لو أجرى استطلاعًا لأهالي وسكان جدة عن أولويات الأمانة لأجابوه بصوت واحد تسهيل إجراءات تصاريح البناء وشبيهاتها، وإلغاء البيروقراطية القاتلة التي تسيطر على إدارات الأمانة والتي تقذف بمعاملات الناس بين هذه الإدارة وتلك لأيام وشهور، رغم وجود الأجهزة الإليكترونية وإدارة هائلة تحت مسمّى «تقنية المعلومات». * ولذا آمل ان يسمح لي معالي الأمين بالقول إن التعامل مع وسائل الإعلام لا يكون (بالحجر)، و(التضييق)، وتشكيل لجان مداهمة وتهديد وتوعد هذا أو ذاك من مسؤولي الأمانة فيما لو اتصل بأي وسيلة إعلامية بل في (حتمية) الانفتاح الكلي والشفّاف لكل وسائل الإعلام وتوفير المعلومات الصحيحة والدقيقة والواقعية، والبُعد (كلية) عن التصاريح الرنانة والمشاريع الخيالية والعروض الخرافية التي ترفع آمال سكان المحافظة إلى عنان السماء والواقع الارضي يقول بغير ذلك، فأمان المسؤول ومباهاته ليس في منع التسريب بل في رضا المتعاملين مع إدارته. فاكس: 6718388 – جدة[email protected]