تمنّيت ان أكون في صحبة رجلين، أطوف معهما أحياء مدينة جدة خلال شهر رمضان والأمنية قائمة، لأن حال المدينة يحتاج إلى نظرهما. أما الأول فهو وزير الشؤون الاجتماعية، ليرى بعينيه صدق ما تكتبه الجرايد وما يتداوله الناس في لقاءاتهم، عن جحافل المتسوّلين الأفارقة المنتشرين في أرجاء المدينة. الذي أصبح تزايد أعدادهم خطرا يهدد حياتنا الأمنية والاجتماعية. أكتب هذا الموضوع ردا على سؤال يطرح من قديم الزمان بعنوان.. ما هو الهدف من إنشاء وزارة الشؤون الاجتماعية؟ والجواب بكل تأكيد ليس من أجل إعطاء تراخيص تأسيس الجمعيات الخيرية ولا من أجل الإشراف على صرف الأعطيات. إن دور هذه الوزارة العمل لتحقيق التنمية الاجتماعية، والتنمية الاجتماعية موضوع كبير يتجاوز الدور الخدمي الذي تقدمه الوزارة في هذا المجال منذ أن تأسست، أحدها صدّ هذه الظواهر ومظاهر البؤس التي نشاهدها بكثرة في الشوارع وعلى الأرصفة وفي كافة المدن والقرى. أما الرجل الثاني فهو أمين جدة الجديد الذي كان عليه لكي يتعرف على أهل المدينة ويتعرفون عليه، ولبناء علاقة حميمة مع المجتمع، أن يبدأ بنظافة المدينة التي تعاني أحياؤها من ارتال القمائم ومن القطط والفئران وبقايا حمّى الضنك وشركات النظافة. ولعل هذه هي المرة الأولى في حياة المدينة العتيدة التي تتساوى فيها الأحياء في سوء الخدمة لا فرق بين الأحياء الفقيرة والأحياء الغنية!!.