هيئة دوري المحترفين السعوديين هي احدث المنظومات العاملة في تطوير كرة القدم السعودية لجعلها لعبة تساير الدول المتقدمة مستويات وانظمة لاعتمادها على الفكر الاحترافي في العمل الاداري والمالي والتسويقي بالتعاون مع ذوي الخبرة ، وبلاشك ان التسويق هو عصب الحياة في العمل الاحترافي كونه المحرك الاساسي لتوفير الموارد المالية التي تحول الافكار والخطط الى مشاريع على ارض الواقع ويتولى هذا الموضوع الاداري والكاتب الصحفي الدكتور حافظ المدلج يضع في هذا الحوار النقاط على الحروف. الطريق الطويل • مع مطلع رمضان المنقضي تحركت قاطرة دوري زين في نسخته الثانية لكنه بالنسبة لكم في هيئة دوري المحترفين النسخة الثالثة ، فما الذي انجزته الهيئة كجهة داعمة ومشرفة على الدوري؟ • عندما أسست الهيئة قبل ثلاث سنوات كان من اهم اهدافها الاعتماد على النفس في الانفاق والصرف وعدم انتظار الاعانة من أي جهة كانت ، وتوفير مداخيل لاتقل عن 15 مليون ريال لكل ناد يشارك في هذا الدوري ، وجعل الدوري السعودي الافضل في اسيا واحد افضل 20 دوريا في العالم ، وذلك بطرق ابواب استثمارية لم تطرق من قبل ، وتهيئة الملاعب السعودية لتكون بيئة جاذبة للجماهير الرياضية ، ومن خلال ماتحقق وماهو مرسوم استطيع القول اننا قطعنا حتى الان 30 % من المشوار الطويل في مجال الاستثمار الرياضي والعمل التنظيمي فكلاهما مكمل للآخر. • كم عدد العقود التي ابرمت وما نوعيتها؟ • العقود المبرمة نوعان ، الاول يتعلق بتطوير العمل في الاندية والملاعب السعودية من خلال شركات متخصصة بتهيئة الاندية اداريا وماليا لتحقيق النقلة النوعية في العمل الاحترافي والاستثماري ، وهناك شركات تعمل على تطوير بيئة الملاعب بايجاد المقاعد وترقيمها وتوفير الخدمات الكاملة للقادمين اليها وتسهيل عملية الوصول الى الملاعب من خلال بيع التذاكر عن طريق الانترنت ، وايجاد البوابات الالكترونية في الملاعب ، وتوفير المراكز الاعلامية ، والعيادات الطبية في الاندية والملاعب وهذه عقود يتم الصرف عليها ذاتيا من قبل الهيئة ، وهناك عقود استثمارية تحقق عائدا ماديا يتم من خلالها الصرف وهذه مع شركة زين الراعية للدوري ، وماستركارد البطاقة الائتمانية للدوري السعودي ، كما ان الهيئة اتجهت الى تسويق منتجات الاندية وتوفير مداخيل اضافية للاندية وتمكنت في الموسم الماضي من دعم خزينة الهلال بمبلغ 600 الف ريال والنصر بمبلغ 400 الف ريال والاندية الكبيرة الاخرى بمبالغ قريبة كما تم دعم كل اندية الدوري بمبلغ 150 الف ريال حتى لو لم تبع منتجاتها ويكون عليها اقبال وذلك من خلال 17 منتجا جرى مضاعفة العدد هذا الموسم مما يجعلنا نتوقع عائدات كبيرة تفوق ماتحقق الموسم الماضي ، ولو كان هناك تعاون من الاندية بالسماح لبيع هذه المنتجات عبر منافذها ومقارها لحققنا اضعاف المبالغ ، لان بعض الاندية تعتقد حتى اللحظة اننا منافسون لهم وليس داعمين مع ان الهيئة حققت لهم عوائد جيدة من مصدر كان إلى ماقبل عامين صفر ريال لانه لايوجد لديهم خطط تسويقية او نحو ذلك ، وهؤلاء ينطبق عليهم المثل القائل ( لايشتغلون ولا يتركون الاخرين يشتغلوا) فهم يعملون على تكسير مجاديفنا لكنها من حديد وسنواصل العمل وتحقيق الهدف الذي رسم للهيئة. البحث عن رعاة للأندية • اشرت الى انكم تعملون على توفير مداخيل مادية للاندية لاتقل عن 15 مليون ريال سنويا ، في الوقت الذي عجزت فيه الهيئة عن توفير رعاة لعدد من الاندية التي لم تتمكن من ذلك - أليس هذا تناقضاً؟ • نحن عرضنا الموسم الماضي على عدد من الاندية توفير رعاة لها بما لايقل عن مليوني ريال لكنها رفضت ومضى الموسم وهي لم تتمكن من الحصول على عقود ، وادركت هذه الاندية خطأها الموسم الحالي وتقدم لنا 4 اندية تحتاج الى رعاية من جملة 9 اندية وهذه الاندية ستحصل على عقود رعاية بما لايقل عن مليوني ريال ، فيما نحن سائرون في الاستفادة من المجالات التي تدخل سوق العمل الرياضي لتحقيق الهدف الاكبرالذي تحدثت عنه سابقا. • متى ستكون الاندية السعودية مهيئة كبيئة استثمارية مثل الاندية المتقدمة في العالم؟ • حقيقة لازالت العائدات الاستثمارية في السعودية بعيدة كل البعد عما تجنيه الاندية الاوروبية والامريكية واليابانية لاننا لازلنا في بداية المشوار في هذا الجانب ونسير بخطى متأنية جدا ومحسوبة حتى لاندخل انديتنا في ازمات والتزامات مالية ترهق كاهلها فنادي مثل مانشستر الانجليزي الذي يعد اكثر اندية العالم مداخيل لان معدل حضور الجماهير لمبارياته 75 الف متفرج وهو اكثر ناد في العالم مبيعا لقمصانه لكنه في ذات الوقت اكثر اندية العالم مديونية وكل هذه العوائد تذهب لسداد بعض من الديون وفوائدها والبالغة 4،2 مليار ريال سعودي ، لذلك لسنا متعجلين للنتائج انطلاقا من مقولة ان تصل متأخرا خيرا من ان تسبق وتسقط ، فالاندية الان تخضع في ايراداتها لمراجعة مالية ، وتهيئة لاوضاعها الادارية لتكون قادرة على التأقلم مع مستجدات التخصيص والعمل الاحترافي ، لكن المشكلة كما اسلفت ان هذه الاندية تعتقد اننا في الهيئة منافسون لها ولو انها تعاونت معنا لكانت النتائج افضل. شركات الاتصالات كسبت • من الملاحظ ان الاستثمار في قطاع الرياضة يأتي معظمه من قطاع الاتصالات وهذا قد يسبب سقطة كبيرة اذا ماتوقفت شركات الاتصالات عن الرعاية فكيف ستواجهون هذا ، ولما لم يتم البحث عن شركاء اخرين؟ • الفائدة التي جنتها شركات الاتصالات من قطاع الرياضة اضعاف اضعاف ماتقدمه للرياضة ومن واقع عائدات المشتركين معها التي تتجاوز المليار ريال سنويا بمراحل بينما هي لاتنفق على الاستثمار الا خمس هذا المبلغ تقريبا ، ومن المؤسف ان قطاعات اخرى ذات علاقة بالشباب وصناعة الملابس والبنوك وغيرها لازالت محجمة عن الاستثمار في هذا المجال وتنتظر على مايبدو ضيفا جديدا يدخل على الساحة ويحركها كما فعلت موبايلي عند مقدمها للساحة السعودية. البنوك ستندم • لماذا لم تفاوضوا البنوك في الرعاية؟ • عرضنا عليهم مرتين الاولى عن بيع مسمى الدوري والثانية عند اصدار بطاقة ائتمانية للدوري السعودي قبل التعاقد مع ماستركارد لكننا لم نجد التفاعل الكامل ، وكل ما استطيع قوله الان ان هذه البنوك ستندم على ترددها هذا في المستقبل. • اشرت الى ان خطتكم تهدف الى جعل الدوري السعودي الافضل اسيويا واحد افضل 20 دوريا في العالم ، كيف سيكون هذا والاندية لاتجد قوت يومها؟ • بالنسبة للتصنيف العالمي فقد تحقق منذ اول سنة ، اما على المستوى الاسيوي فان هناك معايير لابد من الالتزام بها لكي نحقق ذلك ومنها بيئة الملاعب التي تتفوق علينا فيها اليابان لانها نظمت كأس العالم وهذه النقطة بكل صراحة هي العقبة الكؤود امامنا ، ثم هناك الانتظام في جداول المسابقات والذي اتوقع ان تتلاشى سريعا حيث يبدو الموسم الحالي اكثراستقرارا من المواسم الماضية ، ثم الحضورالجماهيري وهذا يتطلب كما اسلفت تهيئة الملاعب امامهم وتسهيل قدومهم وخروجهم من الملاعب حتى يزداد عدد المتفرجين ، ثم بعد ذلك تحسين نتائج الفرق السعودية على المستوى الاسيوي وهي خطوات نعمل بكل جدية على انجازها ولو تأخرنا. • ومتى ستكون بيئة كرة القدم السعودية مهيئة لهذه النقلة؟ • هناك امور مرتبطة بالهيئة واخرى مرتبطة برعاية الشباب وغيرها من الجهات فيما يخص الهيئة الامور تسير بشكل جيد والجهات الاخرى تعمل كذلك على انجاز مالديها وسيكون الدوري الحالي تجربة لما سيكون عليه الحال في الموسم المقبل والذي نعده نقطة الانطلاق.