قال الضَمِير المُتَكَلّم: مقال اليوم بعثه أحد المدرسين، وناشدني أن أنقله للمسؤولين في وزارة التربية والتعليم، وبناء على طلبه، وبمناسبة قرب العام الدراسي الجديد أنشره بنصه: حيث يقول: (انظر في المرآة لأتفحّص عَيْنَيّ، اليمنى أهدابها قد شاخت، وبحدقتها نيرانٌ تستعر من ظلم إعلامٍ لا تلوح له فرصةُ إلاّ ويقتنصها ليوجه لنا اللكمات والطعنات (نحن المدرسين المساكين)! آهٍ ثم آهٍ! لقد ألبسونا أثوابًا وأكوامًا من التُّهم والانتقادات المزيّفة، عُمِّمَت لتشمل كل المعلمين!! أمّا الوزارة ومسؤولوها، فقد تركونا لقمة سائغة لهؤلاء، دون أن يدافعوا عنا أو يحركوا ساكنًا!! وأتمعن عيني اليسرى لاكتشف أن اسودادًا يكسو بياضها، بفعل الأوراق البيضاء الممزوجة بسواد التعميمات، فهذا تعميم، وذاك تعميم آخر يعقبه ويطارده، كلها تعليمات أوامر ونواهٍ (لا تضربوا الطالب، لا تتأخروا عن الطابور الصباحي، تمّت إضافة حصص للصف الفلاني فحافظوا عليها، هناك تطوير للمنهج (والحقيقة أنه تغيير شكلي خاوى المحتوى)!! وفي خِضَم هذا الكم الكبير والسِّيل الهادر من التعميمات لا نجد ما يحمل البشرى للمعلم المسكين ك (تعميم يؤكد حصول المدرس على الدرجة المستحقة، أو إثبات حق المعلّم وحمايته من الظلم في حادثة ما، لم نشاهد تعميمًا يخفّف النصاب الدراسي، أو يُبَشّر ببدلات لمن يقومون بأعباء إدارية، كالإدارة المدرسية، والنشاط الطلابي والتوجيه، ولم يأتِ تعميم يحمل الخبر بتأمين صحي للمدرس، أو رعاية اجتماعية، أو بدل سكن)!! لقد سئمنا تلك التعاميم الزاجرة المنفّرة المهزومة، ويئسنا من أوضاعنا وحقوقنا المهضومة، فلا تطالبونا بالبذل والعطاء). انتهى مقال صديقي المدرس. أترك التأكيد على تفاصيله من قِبل معشر المدرسين، وأمّا التعقيب والتعليق فللمسؤولين في وزارة التربية، مع أني على يقين أن سياستهم هي التزام الصمت. ولكني أتساءل: المعلمون والمعلمات شريحة كبيرة من المجتمع، ولها همومها وتطلعاتها، فلماذا لا يكون لهم هيئة منتخبة تحمل لواءهم، وتنقل صوتهم، ترفع من كفاءتهم، وتحارب من أجل حقوقهم؟!، وأخيرًا ألا تعتقد يا صديقي أن أول مقالك كان فيه تَجَن على الإعلام الذي مهمته رسم الواقع؟! ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة.