أدى جموع المصلين في المسجد النبوي الشريف صلاة عيد الفطر المبارك حيث تقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة حيث امتلأت جنبات وطوابق وأروقة وساحات المسجد النبوي الشريف بالآلاف المصلين الذين توافدوا منذ ساعات الصباح الأولى لأداء الصلاة. وأم المصلين إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ علي الحذيفي الذي كبر وحمد الله وأثنى عليه سبحانه وتعالى وشكره لما من به على المسلمين من صيام وقيام الشهر الفضيل بكل خشوع وطمأنينة وأمن وأمان. وقال فضيلته إن الله سبحانه وتعالى شرع الشرائع لإصلاح الناس بالتقوى وإبعادهم من الشرور والردى فمن جمع بين إحسان العمل والخوف والرجاء كتب من الفائزين المفلحين فما أعظم الفرح بتوفيق الله وإعانته على فعل الطاعات والحفظ من المحرمات الموبقات حيث وفق الله جل وعلا المسلمين وأعانهم على الصيام والقيام وحفظ من رحم من الآثام وحق لكل مسلم أن يستبشر ويسر بما نال من القربات وأن يعظم رجاء ربه بثواب الطاعات. وحذر فضيلته المسلمين من المسكرات والمخدرات فإنها تدمر الإنسان في عقله وأخلاقه وبدنه وماله مشيرا إلى أن المخدرات أعظم من الخمر حرمة وأكثر ضررا كما حذر من الكبر فإن أول معصية لله بسببه والخيلاء وإسبال الثياب والكبر مناشدا المسلمين على تربية الشباب على المنهج الإسلامي السوي الذي لا غلوه فيه ولا انحراف ولا تطرف ولا انحلال ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. وخاطب الشيخ الحذيفي المصلين بقوله إن عيدكم هذا عيد عظيم في يوم كريم فما أعظم حكمة الله وما أكمل تشريعه وما أجل قدرته سبحانه وتعالى بالأمس فرض الله الصيام واليوم اوجب الله الفطر والتمتع بالشراب والطعام ليعلم العباد بأنهم مكلفون مأمورون محكومون بأمر خالقهم وليتيقنوا بان ربهم رحيم بهم عليم بما يصلحهم يشكر العمل القليل ويثيب عليه الثواب الجليل والله ينقل عبيده من حال إلى حال فرضا ونفلا ويمكنهم من الاستمتاع بالطيبات معونة منه سبحانه على عبادته وليس في حياة المسلم الحق فراغا ولا مللا ولا ضياعا لما من به الله عليه من نور الحق الذي يعرف به الحق والباطل ولما يعمر به وقته من الأعمال الصالحة والمنافع الدنيوية وما شرع الله لعباده أنواع الفرائض والطاعات وما نهاهم عن المحرمات إلا ليزكيهم ويطهرهم ويعدهم لجنات النعيم ويسكنهم في جواره مع الملائكة المقربين والأنبياء والمرسلين.